يا به شبابي هلكته
يا به شبابي هلكتهْ
بين العناءْ والسقامْ
والعمر يا به جعلتهْ
يضيع في كل عامْ
والذنب يا به حملتهْ
أخشى عليك الختامْ
والروح لاجلك بذلتهْ
وما عصيتك دوامْ
* * *
منعتني من دراسة ْ
واحرمتني من علامْ
جعلتني في تعاسة ْ
وما عرفتْ ابتسامْ
لوما عدمتْ الحماسة ْ
وأنا على ما يرامْ
ظلمتني من أساسه ْ
حرام يا به حرامْ
* * *
يا به الدراسة مهمّة ْ
فا لعلم يمحو الظلامْ
وما اقدر أحيا بظلمة ْ
فا لعلم يا به مُرامْ
والشخص يعلى بعلمه
ويرتفع في المقامْ
والشرع قد قال حُكمَهْ
فالبنت مثل الغُلامْ
* * *
لكن رفضتْ التجاوبْ
وما قبلتْ الكلامْ
وطاعتك فرض واجبْ
لكــّـن عطفك لزامْ
واليوم يا به تطالبْ
أوافقك دون كلامْ
على الزواجة ْ بشايبْ
عمره ثمانين عامْ
* * *
يا به الزواجة تفاهمْ
مش فاتحة والسلامْ
يا به الزواج وأنت عالمْ
من شرطه الانسجامْ
فكيف بالله أنادمْ
شيبة ْ كثير السقامْ؟
مثل الصبي صار واجمْ
ويقضته كالمنامْ
فاسمح لي أرفض لمرّة ْ
أمرك واخلَّ النظامْ
لو أبّ يرضى المضرّة ْ
على عياله يُلامْ
ولا الملايين تغرّه
ويبيع بنته (سهامْ)
اليوم تفرح وبكرة ْ
تبكي زواجة (حسامْ)
* * *
خير الزواج الميسّرْ
ذي بالموّدة ْ يُقامْ
وكم زواج قد تعسّرْ
وان تمّ كلــّـه خصامْ
وكم فتى شاب فكــّـرْ
من عمّه الانتقامْ
والأب ما يوم وفــّـرْ
من مهر بنته إدامْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------------
------------------------
غداً
وأخيراً سوف ألقاهُ غداً
ليت شعري هل سأحيا للغد ِ؟
أغداً لقياهُ أم أن الجفا
كُتبتْ آهاتـُـه للأبد ِ؟
فلكـَـم طال انتظاري وغداً
سوف أطوي البينَ طيـّـاً بيدي
لستُ أدري هل أنا في يقظة ٍ؟
أم هي الأحلامُ أحيَتْ موعدي؟
ياغداً هل للتلاقي موقعٌ
في زواياك لأبني معبدي؟
ياغداً كم جئتَ نحوي خاوياً
كُلُّ ما تحويه نفسَ المشهد ِ
ياغداً قد عيل صبري وانطوى
من عظيم اليأس ِ حلمي السرمدي
كلُ من يهوى له آلامُهُ
وله أفراحُهُ فليحمد ِ
وأراني عاشقاً مستعبداً
أحملُ الآلامَ منذُ المولد ِ
ياغداً جئني لعلـّـي ألتقي
من له شوقي شقى لي جَلـَـدي
فلتحقق ياغداً أمنيتي
ولتحقق ياغدي ما أجتدي
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------
----------------------------
بنات حواء
بنات حواء هن ثلاثة أنواعْ
النوع الأول.. عيبها التسرّاعْ
والثانية من عيبها الترفـّـاع
والثالثة أحلى البنات جمعهْ
* * *
النوع الأول طبعها غبيّة ْ
من شي وما شي تعمله قضيّة ْ
وتحطـّـم الأحلام في كذيّة ْ
وتظلم الناس كلــّـها بسرعة ْ
* * *
تشتي تمشّي قولها على الكلْ
وتصدر الأحكام في تعجّلْ
وما بتسمع من كلام تنقلْ
وطبعها من الأساس شوعة
* * *
والثانية مسكين كل رجّالْ
شا ينظلم فيها ويخسر المالْ
ويعيش في ضيقة وأسوأ الحالْ
وقد يطلــّـقها بدون رجعة ْ
* * *
لأنــّـها قد بعّدتْ قريبه ْ
وهرّبت ذي كان يلتقي به
وتخاصمه وكل ساع تسيبهْ
تحنق من المسكين كل جمعة ْ
* * *
والثالثة من طبعها عزيزة ْ
بتحبّ كل الناس بالغريزة ْ
ويحبّ فيها الناس كل ميزة ْ
وكل ما فيها جميل وروعة
* * *
متعلــّـمة.. مثقفة .. مليحة ْ
وصادقة وفي الكلام صريحة ْ
ما تفعل الشينه ولا القبيحة ْ
وما تخادع غيرها بدمعة ْ
* * *
لو شفتها وانته حزين غاضبْ
بتفرّحك وتبّعد المتاعبْ
وما تعقـّـد فيك كل حاجبْ
وان كنت سالي ما تريك بدعة ْ
* * *
لو زوجها ميسور ما تبذّرْ
وان كان فقير في عيشته تدبّر
وما تضيق من حالته وتنفر
وتعيش معه حتى بنور شمعة
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------------
-----------------------
محلى التلاقي
محلى التلاقي بعد طول غيبهْ
وما أحسن العاشق مع حبيبهْ
ينسى همومه حين يلتقي بهْ
ويترك الناس كلـّها وينـزاحْ
* * *
كلمه بكلمه وابتسام هايمْ
همسه بهمسه وانسجام دايمْ
والحبّ طاهر والإله عالمْ
والقلب صافي مثل نور الاصباحْ
* * *
من نظرتك وبسمتك عرفتك
ومن سلامك والكلام عشقتك
وزاد عشقي بعدما لقيتك
وبعد هذا سرت مثل من راح
* * *
وطال بُعدَكْ والسقام شرّعْ
وزاد حزني والغرام ولـّعْ
وجاء الطبيب ولا علاج ينفع
قالوا علاجك في الغرام يا صاحْ
* * *
وبعد سُقمي ما هنيت طعامي
حتى عيوني حرّمت منامي
وأصبحت محروم والنعيم أمامي
وكم تمنيت لو أموت وارتاح
* * *
أمانة الله ما لقيت عاشقْ
قد فلـّت أحبابه وعاش مفارق
والعمر يمضي والزمان مارقْ
فجأة يجينا من يبزّ الأرواحْ
* * *
قالوا علاجي في زيارتك لي
وجلستك عندي ما دمت خلـّـي
فلا تطيل بُعدك ولا توّلي
وجي نرجّع عُرسنا والأفراحْ
* * *
لو بين أصدّق ما يقوله الناسْ
لأهجر غرامك وأنزعك من الرأسْ
وأعيش سالي واترك التحسّاسْ
لكن فؤادي في هواك قد طاحْ
* * *
وأزكى صلاتي والسلام على أحمدْ
شفيعنا يوم السؤال والرّدْ
وآله الأطهار عدّ ما عدّ
وما شدى طاير بصوت صدّاحْ
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
(كروم المشاعر)
-----------------------
------------------
من قصائد ديواني الاول والثاني 4
الفصول الاربعة
وجه ٌ تبعثره الفصولُ الأربعهْ
وعلى ملامحه الكئابةُ مُشرعهْ
عَصَفَتْ به السنواتُ دون هوادةٍ
وكأنما خُلقت نوائبها معه
وهو الذي كان الربيعُ متى أتى
أعطاه أجمل حُلــّـةٍ واستودعه
فترى النظارة َ قد بدت في وجهه
وترى الورودَ بوجنيته موزّعه
وهو الذي كانت تقبــّـل خدّهُ
شمسُ الضحى مفتونةً متولــّـعهْ
فتمدّه عند الشروق بضوئها
ومع الغروب تذوب فيه مودّعه
فترى الضياءَ يَشـِعُّ ملئ جبينه
وترى العيونَ بوجهه متطلــّـعهْ
كم أقسَمَت كلُ الملاح ِ بحسنه
وبما لديه من المحاسن ِ مُجْمِعَهْ
سَحَرَ العقولَ بكل ما خُلقتْ به
من فتنةٍ.. سبحان من قد أبدعه
شاهدتــُـهُ والعينُ قد ُفتِـنـَـتْ به
والعقلُ داهمهُ الشرودُ وضيّعه
ورأيتــُـني قد صرتُ بين شباكه
مثل الفريسةِ لم تكن متوقــّـعهْ
فرمى السهامَ بلحظهِ لمّا رأى
نحوي فكانت في الفؤاد فأوقعه
فاستسلمتْ نفسي له وهي التي
عن كل راغبةٍ بها متمنّعه
واليوم غابت عنه كلُ مَلاحةٍ
وغدت تبعثره الفصول الأربعة ْ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
اللقاء الأول
في الحيّ مرّت بالظهيرة غادة ٌ
تمشي الهُوينا كُلــّـها خُيلاءُ
هيفاءُ فائقة ُ الجمال رشيقة ٌ
كالشمس ِ أشرقَ وجهُهَا الوضّاءُ
المسكُ منها قد تضوَّع وانتشى
وتعطــّـرت من عطرها الأرجاءُ
واستأنس الحيُّ الذي خَطَرَتْ به
وتراقصتْ من حولها الأشياءُ
والشمسُ أخفت في السحائب ضوءَها
لمّا مشت في حيّنا الهيفاءُ
سَحَرَتْ عيونَ الناظرين وأشغلتْ
فكري ومنها غارت الحسناءُ
لفتت إليَّ بطرفها فأصابني
سهمٌ أحسّتْ وقعهُ الأحشاءُ
أنساني الدنيا بما رَحُبَتْ ولمْ
أحفل بشيء ٍ وانبرى الإعياءُ
لو أنها نظرت إلى متعبّدٍ
متبتــّـل ٍ لأصابه الإغواءُ
ولسبّحَ الرحمنَ في ملكوته ِ
وَلــَـهَـامَ فيها والهُيامُ عناءُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
يا دارُ
ما بالها قد غابت الأطيابُ
وأريجها في حيّنا جوّابُ؟
لكم أنتشى من عَرْف من أجببته
فأثار وجدي وارتقى الإعجابُ
ما للديار وجدتـُـها محزونة ً؟
وكأنما عنها مضى الأحبابُ
غاب الضياءُ فأظلمتْ أركانها
وكأنها مهجورةٌ ويبابُ
لو كان في الدار الحبيبُ لأشرقتْ
كلُ النوافذ إن بدا والبابُ
أم ياترى ولــّـى وغادر راحلاً
عنــّـي؟ فوا ألمي إذا قد غابوا
يا دار أين أحبـّـتي؟ ما بالهُ
ولـــّـى الضياءُ وتلكمُ الأطيابُ؟
بالأمس يادارُ الحبيبَ رأيتــُـهُ
يُلقي السلامَ ودمعُهُ ينسابُ
لم أدر ما سّرَ الدموع ِ وحزنِه ِ
لكن تجلــّـى في العيون مُصابُ
فأثار حزني ثم غلــَّــقَ بعدها
كلَ النوافذِ واختفى الترحابُ
يا دار هل ولــّـى وليس براجع ٍ؟
أم قد يعودُ ولن يطولُ غيابُ؟
يا دار ردَّي ..لا تزيدي حيرتي
هيّا أجيبي ..هل لديك جوابُ؟
تالله ما كان الفؤادُ بكربة ٍ
كاليوم حتى لم تسعه رحابُ
قد زاد كربي واستثار بيَ الجوى
فقدُ الحبيبَ وما بدتْ أسبابُ
يا دار ردّي أين شدّ رحالة؟
لا تتركيني هكذا أرتابُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
اعتذار
اعتذارٌ قبلته غير أنــّـي
لا أحبُّ الركونَ للاعتذار ِ
يا حبيباً تعذّرَ القربُ منهُ
وإذا جئته يطول مساري
أيُّ ذنبٍ وقعتُ فيه لأشكو
من مرار النوى وذّل ِ انتظاري
مُدَّ حبلَ الوصال نحوي لأنّي
يا أمير الملاح فاض اصطباري
فلكم غبتَ حين أبديتُ وجدي
واشتياقي فعنك سوف أداري
لترى في الغرام ما لم تجده
ولتذقَ بالصدود من بعض ناري
فسألغي الوعودَ إن رمتَ وصلي
كي تعاني مرارة الانكسار ِ
وسأنسى الذي عهدتَ وشوقي
وسيبقى القرارُ دوماً قراري
وليسامحنيَ الغرامُ قليلاً
إن أذقتُ الحبيبَ بعضَ مراري
فدواءُ المريض ِ إن طالَ سُقماً
أن يُكوّى إن لم يكن من خيار
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
تعلمتُ التجافي
قد تعلــَّمتُ التجافي منكِ أنت ِ
واتخذتُ البينَ نهجاً حين بنت ِ
وتناسيتُ جراحاتي وحزني
وتجاهلتُ الهوى لمّا جَهِلت ِ
وانتزعتُ الشوقَ من صدري انتزاعاً
مُذ تبدّت لي نواياك ِ وخنت ِ
وأنا من عاف كلَّ الغيد ِ حبّاً
ووفاءً لك ِ أنتِ فاستهنت ِ
غَرّكِ الحّبُُ الذي أبديتُ حتى
ما تولّعت ِ ولا بالشوق عشت ِ
فلكم هانت عذاباتي وهانت
كلُّ أشواقي.. فعندي اليومَ هِنت ِ
وتيقّنت ُ بأن الحبَّ وهمٌ
عشتهُ وحدي طويلاً وخَدَعت ِ
لا رعى الله ليالي جمّعتنا
همتُ فيهن وما فيهن هِمت ِ
لا ولا جازاك ِ عنّي اللهُ خيراً
بعدما ضيّعت ِ أحلامي وخُنت ِ
قد تعلمتُ التجافي رغم أنّي
لم أخن في الحبّ ِ عهداً قد نكثت ِ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
لا تلمني
لا تلمني عن الغيابِ فحسبي
لومَ نفسي على مدى السنواتِ
لا تلمني ففيك أحببتُ عمري
فيك راقَ الهوى وطابتْ حياتي
لا تلمني ففيكَ أدركتُ ذاتي
فيك أدركتُ روعة َ الذكرياتِ
لا تلمني فلا يُلامُ أسيرٌ
عاش مثلي مقيّدَ الحركاتِ
لا تلمني فلستُ أنساك يوماً
كيف تـُـُنسى وفيك نفس صفاتي؟
لا تلمني ففي الفؤاد جراحٌ
أنهكتني وزوّدت آهاتي
أنت أقسى مُقدّرٌ في حياتي
أنت سجنٌ محصّنُ الشرفاتِ
كيف أنجو من الغرام وقلبي
صار عبداً يُذلُّ بالنظراتِ؟
كان ذنبي هو اعتراض أمير ٍ
كان يمشي بأرحب الطرقات ِ
فرمتني اللحاظ ُ في كل صوبٍ
وشكا القلبُ شدّة َ النبضات ِ
حسبي البعدُ والسقامُ وعشقي
وهمومُ الحياة والنائبات ِ
لا تلمني سألتك اللهَ يكفي
لا تكن أنت أصعبَ الأزمات ِ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
مذلة الحب
تالله إنّي كالقتيل إذا ارتمى
وهوى صريعاً بعد جرح ٍ أجثمَ
فالموتُ ينهي للقتيل جراحهُ
لكـّـنَ جرحي في الحشاشة علـّـمَ
قد رام جرحي فاتني بصدوده
وبنأيه عنـّـي وقلبيَ حطـّـمَ
فالخّلُ يسكنُ خافقي وإذا نأى
نكأ الجراحَ إلى الصميم ِ وألـّمَ
لو كان وجديَ للأحبّة مفصحاً
أو كان جرحيَ ناطقاً لتكلـّـمَ
وبكى وداديَ والجروحَ بخافقي
والى الحبيب تشاكيا كي يرحمَ
قد كنتُ حُرّاً لا قيود بمعصمي
واليوم قيدٌ صار يدمي المعصمَ
فالحبُّ يبقى للعزيز مذلة ً
ويظلُّ درساً قاسياً ومُعلـّـما
وأنا عزيزٌ بين قومي ذي العُلا
لكن ودادي ذلـّـني وتحكـّـمَ
اثنان أقسى ما لقيتُ من الهوى
نارُ التنائي.. والمحبُّ إذا ارتمى
من عاش مثلي صادقاً في حبّه
يحيا سقيماً أو يموتُ متيـّـما
يا من رمتني بالسهام لحاظـُــهُ
في ذات يوم ٍ شـــفـّـني مُذ أقدمَ
كانت سهاماً ما عرفتُ مثيلها
كلا وحتى لا مثيل لمن رمى
لا تحسبوا أنـّـي سَعدتُ من النوى
أو تحسبوني راضياً متنعّما
أو تزعموا أنـّـي برئتُ من الهوى
ومن الجراح فلم أزل بك مغرما
رفقاً بقلبٍ عاشق ٍ أسقمته
فامنح دواءً للجراح وبلسما
فالداءُ منكمْ والدواءُ لديكمُ
واللهُ يشفي من يشاءُ تكرّما
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
الشاعر والغَيرة
مضت الشهورُ ولم أزل متخوفاً
عند الكتابة من سؤال رفيقتي
إنـّـي إذا صغتُ القصيدةَ هالني
تحقيقها فيما احتوته قصيدتي
فتقولُ من تلك الفتاةُ وما بها؟
ومن المرادُ بغادتي وأميرتي؟
وتقولُ ما تعني بلفظة وردة ٍ؟
بل زهرةٍ .. بل كل ما بحديقتي؟
فأجيبها كلُ الزهور بديعة ٌ
وعبيرها الفوّاحُ يفغمُ مهجتي
ما أنت ِ إلاّ وردة ٌ في حقلها
فضّـلتها دون الورود برغبتي
لا تسأليني عن كروم مشاعري
فالشعرُ إحساسٌ يخصُّ قريحتي
فلكم عشقتُ وكم خُدعتُ وكم أتى
ولكم مضى من هاجس ٍ في فكرتي
وأنا أعيشُ مع اختلاج خواطري
وعواطفي الحَرّى.. وتلك سَجيتي
فالشاعرُ المسكينُ جُلَّ حياته
بين التأمل والشرود حبيبتي
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
رحيل الحب
الحّبُ في زحمة الأيام جافانا
وغاب عن مجلس العشّاق غضبانا
وودّعَ القلبَ محزوناً لفرقته
ولملم الجُرحَ مكلوماً لبلوانا
لمّا تمادت بنا الأهواءُ وانسحرت
فضائلُ النفس وازدادت خطايانا
وأوشك الشرُّ أن تأتي نوازعُهُ
على بقايا صفاء ِ الروح ِ عدوانا
واستأسدت مغريات العصر قاطبةً
لتهصُرَ الوجدَ عَمْداً في حنايانا
فأصبح الشوقُ أحلاماً مجنــّـحةً
ورافقتنا الأنا والحقدُ أعمانا
ولم يعد للهوى قدرٌ ومنزلة ٌ
كان في القلب قبل الغزو سلطانا
فآثر الحّبُ أن يمضي ويَهجُرَنا
لمّا استهّنا بماضيه الذي كانا
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
وداع ٌ حار
فلترحلي عنـّـي بدون عَودة ْ
وامضي وغيبي واتركي الموّدة ْ
فأنتِ ماض ٍ كلـّـهُ جراحٌ
وأنتِ عشقٌ قد كرهتُ وجدهْ
وأنت وهمٌ عشتـُـهُ طويلاً
وأنتِ زَيفٌ عشتُ فيه مُدّة ْ
وأنتِ أرضٌ مُجدبٌ ثراها
وأنت حقلٌ كالهشيم ِ حَصْدَهْ
وأنتِ ذنبٌ قد وقعتُ فيهِ
أستغفرُ اللهَ العظيمَ وحدهْ
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
سكونْ
أولُ ثمار فؤادي ابنتي البكر سكون
سكونٌ نعيمي وكلُ المنُى
ومن قبلها ما عرفتُ ألمـُـنى
سكونٌ وجودٌ شعرتُ به
فأحببته فوق حبّي أنا
سكونٌ على القلبِ رَيحانةٌ
وفي المقلتين سكونُ الرنا
سكونُ البراءةُ في ُطهرها
سكونُ ابتسامتنا كلـّـنا
تفاءلتُ من أجلها طفلتي
ولولا سكونُ الطموحُ انثنى
ولا لذَّ لي مشربٌ دونها
ولا مأكلٌ أو شكوتُ الضنى
فويلٌ لمن قد يراها ولمْ
يصلّ ِ على أحمد ٍ من دنى
إلى سدرة المنتهى مُعرجاً
وآل الرسول ِ الشفيع ِ لنا
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
من علــّـمك؟
بين أبسرك يا خلّ صرت قاسي
حتى الكلام يا فاتني قلبته
تخلف وعود وتقول .. كنت ناسي
وكيف تخلف وعد قد قطعته؟
من علمّك تجرح شعور إنسان
جنّد حياته كلها لأجلك؟
* * *
حبّك وصار من عشقتك كا لاعمى
واليوم قدوه من فرقتك عيجنن
لو كان دري ما يوم سقاك من ماء
ولا اندفع في عشقتك ولا حّن
ولا التقاك حين يبسرك بالاحضان
ولا تمنّى حين تغيب وصلك
* * *
إن قلت الومك .. ما يفيد لومي؟
وإن قلت اسيبك شايزيد عذابي
وإن قلت ازورك فالطريق ظُلمي
بالله ما اعمل؟ قد عمي صوابي
ورطت نفسي حين صرت ولهان
لا احنا افترقنا أو قطعت حبلك
* * *
إنّك مريض فالله خير شافي
وإن كان دلع فترّكه وسيبه
وإن كان جنان شاقول على العوافي
هذا سبب أفعالك الغريبه
نصيحتي لأهلك يجوا من الآن
ينقسّوا أو يفتحوا الكتاب لك
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
طال الغياب
طال الغياب لوما نقص غرامك
والشوق لك قد قلّ واحترامك
وفي العيون صغـّـرتْ من مقامك
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
تركتني من غير سبب وخلــّـيتْ
فكري يسير ويجي وكم تمنـّـيت
لو تتصل.. لكن وعدتْ ما أوفيتْ
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
زاد الغرور في الفترة الأخيره ْ
حتّى اللقاءْ وضّح أمور كثيره ْ
مع الأسف العاقبة ْ خطيره ْ
شا يصلحك رب السماء ويهديكْ
* * *
كنــّـا زمان لو غاب خلّ يومينْ
عن مُغرمه يشكي مَرارة البينْ
وحين يعود يفرح وتبكي العينْ
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
واليوم نغيب فوق السنة ولا أحّدْ
يبكي الجفا أو للحبيب يفقدْ
في ذمَّتـك قلبي الكسير تعوّدْ
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
أنت السبب.. كرّهتني حياتي
وأحرمتـنـي من كل أمنياتي
لوما نسيت في الحبّ ذكري
شا يصلحك رب السماء ويهديك
وائل محمد الطشي
من ديواني الرابع
كل ما فيك سبان
-------------------------------------
-----------------------------------
يا بلادي
يا بلادي لو تجافاك النماءُ
بعض حينٍ فسيأتيك الرخاءُ
يا بلادي لو قضيتُ العمر بؤساً
وشقاءً أو تحاشاني ثراءُ
وطلبت الروحَ قرباناً سأفدي
فلقد جاز التفاني والفداءُ
كم شهيدٍ قدّم الروحَ فداءاً
فلكِ الأرواحُ تهدى والدماءُ
أنت طهرٌ يا بلادي ومصلـّـى
أنت حضنٌ دافئ ٌ .. أنت النقاءُ
أنت للمشتاق خلّ ٌ وغرامٌ
أنت للملهوف بُـدّ ٌ واشتهاءُ
أنت للمظلوم عدلٌ وملاذ ٌ
أنت للمحروم بذلٌ وعطاءُ
منك يا أم تعلمنا التفاني
فيك يا أم لكم هام الوفاءُ
من هواك الساحر انسابت عطورٌ
وتهنـّى في ثراك الشهداءُ
في مداك الرحب صلــّى كلُ حُسن ٍ
وتجلــّى في شواطيك الصفاءُ
في الجبال الشمّ أدركنا شموخاً
ووجدنا الفخرَ تكسوهُ السماءُ
ورأينا الوحدة الغرّاءَ ثوباً
زانك الله به .. ِنعمَ الرداءُ
ورأينا صبحكِ الباهي تبدّى
بضياء ٍ لا يجاريه ضياءُ
كم زهت في وصفك السامي معان ٍ
كم قصيد ٍ قال فيك الشعراءُ
موطنُ الأنصار والأبطال دوماً
وبنوكِ الفاتحون َ العظماءُ
أنت من أثنى عليها الله فضلاً
وبلادٌ باركتها الأنبياءُ
قسماً بالله لن تلقي شقاءً
أو هواناً لن يزول الكبرياءُ
أو يخون َ العهدَ رعديدٌ حقيرٌ
أو يضرّ المنجزات الدخلاءُ
أو يمس الوحدة اليومَ عميلٌ
فكرُهُ ضالٌ وماضيه هباءُ
فبنوك الـُغـّـرُ نارٌ وشرارٌ
َتحرقُ الأعداء َ إن حان اللقاءُ
وأسودٌ تهصر الغازي وتفني
كلَ خوّان ٍ تجافاهُ الولاءُ
فلهم في صفحة التاريخ ذكرٌ
بدؤه فخرٌ .. وتاليه ثـنـاءُ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-----------------------------
-------------------------------
اللقاء الأول
في الحيّ مرّت بالظهيرة غادة ٌ
تمشي الهُوينا كُلــّـها خُيلاءُ
هيفاءُ فائقة ُ الجمال رشيقة ٌ
كالشمس ِ أشرقَ وجهُهَا الوضّاءُ
المسكُ منها قد تضوَّع وانتشى
وتعطــّـرت من عطرها الأرجاءُ
واستأنس الحيُّ الذي خَطَرَتْ به
وتراقصتْ من حولها الأشياءُ
والشمسُ أخفت في السحائب ِ ضوءَها
لمّا مشت في حيّنا الهيفاءُ
سَحَرَتْ عيونَ الناظرين وأشغلتْ
فكري ومنها غارت الحسناءُ
لفتت إليَّ بطرفها فأصابني
سهمٌ أحسّتْ وقعهُ الأحشاءُ
أنساني الدنيا بما رَحُبَتْ ولمْ
أحفل بشيء ٍ وانبرى الإعياءُ
لو أنها نظرت إلى متعبّدٍ
متبتــّـل ٍ لأصابه الإغواءُ
ولسبّحَ الرحمنَ في ملكوته ِ
وَلــَـهَـامَ فيها والهُيامُ عناءُ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
----------------------------------------
------------------------------
من قصائد ديواني الاول والثاني 6
الشاعر والغَيرة
مضت الشهورُ ولم أزل متخوفاً
عند الكتابة من سؤال رفيقتي
إنـّـي إذا صغا
تُ القصيدةَ هالني
تحقيقها فيما احتوته قصيدتي
فتقولُ من تلك الفتاةُ وما بها؟
ومن المرادُ بغادتي وأميرتي؟
وتقولُ ما تعني بلفظة وردة ٍ؟
بل زهرةٍ .. بل كل ما بحديقتي؟
فأجيبها كلُ الزهور بديعة ٌ
وعبيرها الفوّاحُ يفغمُ مهجتي
ما أنت ِ إلاّ وردة ٌ في حقلها
فضّـلتها دون الورود برغبتي
لا تسأليني عن كروم مشاعري
فالشعرُ إحساسٌ يخصُّ قريحتي
فلكم عشقتُ وكم خُدعتُ وكم أتى
ولكم مضى من هاجس ٍ في فكرتي
وأنا أعيشُ مع اختلاج خواطري
وعواطفي الحَرّى.. وتلك سَجيتي
فالشاعرُ المسكينُ جُلَّ حياته
بين التأمل والشرود حبيبتي
وائل الطشي
من ديواني الأول
وهمُ الحبّ
لم أخن يوماً حبيباً
أو تناسيتُ هواهُ
إنّما من هِمتُ فيهِ
هان حبّي ورماهُ
وكأنّا ما عشقنا
عُمُراً طال مداهُ
ما نعمنا بلقاء ٍ
والهوى وصلاً أراهُ
كم من الأشعار فيه
ذاب فيها من سواهُ
جامداً كالصخر صلداً
عنه قد غاب سناهُ
عندها أدركتُ أنــّـي
عشت في وهم ٍ بناهُ
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
أخشى على الحب
أخشى على الحبّ ِ إن ماتتْ عواطفها
أن تستهينَ به يوماً وتــُـرديهِ
وكم أخافُ على قلبٍ حملتُ به
أسمى المشاعرَ إن زادت مآسيهِ
وكم أخافُ على شوق ٍ شعرتُ به
بين الجوانح أن ينسى محبـّـيـهِ
وكم أخافُ على ماض ٍ عشقتُ به
أحلى الصبايا إذا يُطوى بما فيهِ
إني أراها كأني لستُ أعرفها
كأنما لم يكن حبّاً ننمّيهِ
أفكارُها لم تعدْ كالأمس ِ نيّرة ً
ولم يعد من ذكاءٍ كان تبديهِ
حديثها كلــُّـهُ ما عدتُ أفهمُهُ
وكنتُ أدري بما تبدي وتخفيهِ
أحلامُها في الهوى ما عدتُ ألمسُها
حتى الدلالُ الذي كانت ترينيهِ
غرورُها قد بدا لكن أكُذّبُهُ
حديثــُـها فيه زهوٌ حين تحكيهِ
لأجلها قد تركتُ الغيدَ قاطبة ً
فهل تخلـّـى لأجلي ما أخلــّـيه ِ؟
فالحُبُّ في شرع من ذاقَ الهوى مَلِكٌ
يُطاعُ في حُكمهِ من ذا سيعصيهِ؟
وحُكمُهُ نافذ ٌ للمغرمينَ ومنْ
في الحبّ ِ يعصي الهوى لا حُكمَ يثنيهِ
وخشيتي بعد هذا أنها جَهـِـلـَتْ
ما للهوى من نفوذٍ نحنُ ندريهِ
ألم نعش قصّة ً في الحبّ ِ خالدة ً
ولا يزال بها ما سوف نرويه ِ؟
فلا تقومي بأدوار ٍملفــّـقـةٍ
فكلُ دور ٍرديءٍ لن تجيديهِ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
بنات حواء
بنات حواء هن ثلاثة أنواعْ
النوع الأول.. عيبها التسرّاعْ
والثانية من عيبها الترفـّـاع
والثالثة أحلى البنات جمعهْ
* * *
النوع الأول طبعها غبيّة ْ
من شي وما شي تعمله قضيّة ْ
وتحطـّـم الأحلام في كذيّة ْ
وتظلم الناس كلــّـها بسرعة ْ
* * *
تشتي تمشّي قولها على الكلْ
وتصدر الأحكام في تعجّلْ
وما بتسمع من كلام تنقلْ
وطبعها من الأساس شوعه
* * *
والثانية مسكين كل رجّالْ
شا ينظلم فيها ويخسر المالْ
ويعيش في ضيقة وأسوأ الحالْ
وقد يطلــّـقها بدون رجعة ْ
* * *
لأنــّـها قد بعّدتْ قريبه ْ
وهرّبت ذي كان يلتقي به
وتخاصمه وكل ساع تسيبهْ
تحنق من المسكين كل جمعة ْ
* * *
والثالثة من طبعها عزيزة ْ
بتحبّ كل الناس بالغريزة ْ
ويحبّ فيها الناس كل ميزة ْ
وكل ما فيها جميل وروعة
* * *
متعلــّـمة.. مثقفة .. مليحة ْ
وصادقة وفي الكلام صريحة ْ
ما تفعل الشينه ولا القبيحة ْ
وما تخادع غيرها بدمعة ْ
* * *
لو شفتها وانته حزين غاضبْ
تفرّحك وتبّعد المتاعبْ
وما تعقـّـد فيك كل حاجبْ
وان كنت سالي ما تريك بدعة ْ
* * *
لو زوجها ميسور ما تبذر
وان كان فقير في عيشته تدبّر
وما تضيق من حالته وتنفر
وتعيش معه حتى بضوء شمعة
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
أحبها
أحبّها حين تدنو
منّي وتهفو اليَّ
أحبّها حين تحنو
وحين تقسو عليّ
أحبّها حين ترنو
وإن تجافت مليّا
***
أحبّها وأراها
في يقظتي ومنامي
أحبّها وهواها
يزيد فيّ اضطرامي
أحبّها وسواها
ما عاد شيئاً أمامي
***
أكابد الشوق دوماً
وقد تمادى التنائي
وما تمتعت يوماً
بساعة ٍ من صفاء ِ
تعبت والله صوماً
فأذّني للّقاء ِ
***
حبيبتي كيف تمضي
وترتضي بالغياب ِ؟
حبيبتي سوف تقضي
على زهور الشباب ِ
حبيبتي من سترضي
بآهتي وعذابي ؟
***
إلى متى سوف أبقى
يلوكني الانتظارُ؟
والقلب يزداد عشقا
وهدّه الانكسارُ؟
فحبنا صار يشقى
وفي يدينا القرارُ
***
فابنيِ من الوصل قصراً
يعيش فيه كلانا
ونشرب الحبّ خمراً
مزاجها ملتقانا
ونملؤ الأفقَ عطراً
وتستريح خطانا
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
--------------_------------
---------------------------
من قصائد ديواني الأول والثاني 3
عامٌ سيمضي
مرّت بقربي والرفاقُ بصحبتي
تمشي الهوينا غادتي فأشاروا
فنسيتُ نفسيَ والطريقَ ورفقتيْ
وإلى الحبيبة راق لي الإبصارُ
هاجَ الفؤادُ صبابة ً وتلهفاً
وسرى بجسمي ذلك التيارُ
رمَـقـتْ إليَّ بنظرةٍ فوددتُ لو
أن السعادةً للحزين تـُـعـارُ
وتبسّمت نحوي ابتسامة هائم ٍ
فتكشّفت من عينها أسرارُ
ولها ابتسمتُ وفي الحشاشةِ حُرقة ٌ
وعلى العيون كآبة ٌ ومَرارُ
ومضت بعيداً في الطريق فعادني
ألمُ الولوع ِ وحارت الأفكارُ
لمّا توارتْ والعيونُ تساءلتْ
كيف التنائي والحبيبُ يُزارُ؟
كيف التنائي والحبيبُ متيمٌ؟
والوصلُ أمرٌ ليس منه فرارُ
كيف التنائي والفؤادُ أميرتي
من كل شيءٍ كم عليك يَغارُ؟
لا تحسبيني رغم حزني والأسى
أنسى الموّدة َ أو يُتمُ حوارُ
فالليلُ يبكي لوعتي وصبابتي
والسهدُ أمسى كلـّـه استكبارُ
والشوقُ نارٌ في المفارق تصطلي
والحزنُ مولى من به أضرارُ
عامٌ سيمضي ثم بعد رحيله
قد لا أراها السنونُ تـُـدارُ
عامٌ سيمضي والفراقُ يجرّنا
لا تتركيني هائماً أحتارُ
عامٌ سيمضي.. هل أراك حبيبتي؟
هيّا اخبريني .. هل لديك قرارُ؟
فالوصلُ يطفي نارَ كل متيّم ٍ
وبه العواطفُُ ترتوي وتـُـثارُ
والنفسُ تهفو للوصال وترتجي
والعامُ يمضي ماله استقرارُ
هل للتلاقي مسلكٌ ووسيلة ٌ؟
أم دون وصلي حالت الأقدارُ؟
#وائل_الطشي
من ديوان الأول
كروم المشاعر
رامَ التجنّي
ما تركتُ الغرامَ إلاّ لأنـّـي
قد رأيتُ الحبيبَ رام التجنـّـي
ورأيتُ السنينَ تمضي سراعاً
وقطارَ الزمان عاف التأنـّـي
ورأيتُ الفراقَ أضحى بديلاً
عن تلاقٍ وزورةٍ أسعدتني
ورأيتُ السرورَ عنـّـي توارى
وانطوتْ لهفتي وضاع التمنـّـي
ولأنـّـي من الغرام سقيمٌ
وزهورُ الشباب تبكي لأنـّي
عاشقٌ مغرمٌ تداعتْ عليهِ
كلُ أحلامه وما عاد يبني
لا غراماً وجدتُ فيه الليالي
باسماتٍ ولا غفى منه جفني
أو حبيباً عشقتـُـهُ قد أتاني
أو صديقاً مقرّباً عند ظنـّـي
رحلة ٌ شاقة ٌ وعمرٌ قصيرٌ
حَرَماني من الحياة التغنـّـي
إن نويتُ السرورَ جاءت تباعاً
نائباتُ الزمان تقضي بحزني
أو نويتُ المسيرَ في أمنياتي
طالَ دربي وما مضى اليأسُ عنـّـي
أو نويتُ اللقاءَ بالخلّ ِ هبّتْ
مانعاتُ الوصال واستبعدتني
قد رماني الهوى بسهم ٍ كئيبٍ
ليته عندما رمى لم يصبني
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
سبحان من صوّرهْ
سبحان من صَوَّرَهْ واحْكَمْ
وفصَّل الثغر والمبسمْ
عذب الكلام حين يتكلم
وبسمته تسحر الأعيان
* * *
أنا هويته وهو داري
وبين اداري وبيداري
داريت لا تحرقه ناري
أو تشغله لوعة الأشجانْ
* * *
شاعيش هايم متيّم به
ذاك الأريم البعيد دربه
رقيق الإحساس ذي قلبه
مليء بالحب والوجدانْ
* * *
فاق الملاح كلَّهن حسنه
ما هو بشر إنما اظنَّه
أغنّ جانا من الجنَّةْ
سبحان من زيّنه سبحانْ
* * *
ليته يرّد الذي شلَّهْ
العقل والقلب والمقله
ولاّ يجيني على غفلةْ
ونعوّض الهجر والحرمان
* * *
يا ناس ما عاد بي طافه
اذكر خياله وأوصافه
وهيم فيه والولوع آفه
والخّل عن عشقتي غفلان
* * *
وعندها كيف يكون حالي؟
وكيف بمحيه من بالي؟
اشتيه يصارحني الغالي
ويقول لي الصدق مهما كان
* * *
أحسن من العيش في الأوهام
ويمضي العام بعد العام
لا احنا التقينا ولا هوه هام
فالصدق أحسن من الكتمان
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
محلا التلاقي
محلا التلاقي بعد طول غيبهْ
وما أحسن العاشق مع حبيبهْ
ينسى همومه حين يلتقي بهْ
ويترك الناس كلـّها وينـزاحْ
* * *
كلمه بكلمه وابتسام هايمْ
همسه بهمسه وانسجام دايمْ
والحبّ طاهر والإله عالمْ
والقلب صافي مثل نور الاصباحْ
* * *
من نظرتك وبسمتك عرفتك
ومن سلامك والكلام عشقتك
وزاد عشقي بعدما لقيتك
وبعد هذا سرت مثل من راح
* * *
وطال بُعدَكْ والسقام شرّعْ
وزاد حزني والغرام ولـّعْ
وجاء الطبيب ولا علاج ينفع
قالوا علاجك في الغرام يا صاحْ
* * *
وبعد سُقمي ما هنيت طعامي
حتى عيوني حرّمت منامي
وأصبحت محروم والنعيم أمامي
وكم تمنيت لو أموت وارتاح
* * *
أمانة الله ما لقيت عاشقْ
قد فلـّت أحبابه وعاش مفارق
والعمر يمضي والزمان مارقْ
فجأة يجينا ذي يبزّ الأرواحْ
* * *
قالوا علاجي في زيارتك لي
وجلستك عندي ما دمت خلـّـي
فلا تطيل بُعدك ولا توّلي
وجي نرجّع عُرسنا والأفراحْ
* * *
لو بين أصدّق ما يقوله الناسْ
لأهجر غرامك وأنزعك من الرأسْ
وأعيش سالي واترك التحسّاسْ
لكن فؤادي في هواك قد طاح
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
غداً
وأخيراً سوف ألقاهُ غداً
ليت شعري هل سأحيا للغد ِ؟
أغداً لقياهُ أم أن الجفا
كُتبتْ آهاتـُـه للأبد ِ؟
فلكـَـم طال انتظاري وغداً
سوف أطوي البينَ طيـّـاً بيدي
لستُ أدري هل أنا في يقظة ٍ؟
أم هي الأحلامُ أحيَتْ موعدي؟
ياغداً هل للتلاقي موقعٌ
في زواياك لأبني معبدي؟
ياغداً كم جئتَ نحوي خاوياً
كُلُّ ما تحويه نفسَ المشهد ِ
ياغداً قد عيل صبري وانطوى
من عظيم اليأس ِ حلمي السرمدي
كلُ من يهوى له آلامُهُ
وله أفراحُهُ فليحمد ِ
وأراني عاشقاً مستعبداً
أحملُ الآلامَ منذُ المولد ِ
ياغداً جئني لعلـّـي ألتقي
من له شوقي شقى لي جَلـَـدي
فلتحقق ياغداً أمنيتي
ولتحقق ياغدي ما أجتدي
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
أواه يا والدي
هذه المرثية الشعرية كتبتها في والدي المناضل اللواء الركن/ محمد قاسم الطشي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
أوّاهُ يا والدي كم قد بكى قلمي
حُزناً علَّي وإشفاقاً من الألمِ
وقد رأى الدمع من عينّي منسكباً
وأصبحت أدمعي ممزوجةً بدمي
لمّا بكيتك يا مولاي مفتقداً
لنور وجهك بعد الموت والسأم ِ
وما بكتك عيالٌ وحدهم وأخٌ
لكن بكتك البرايا يا أبا الشيم ِ
لمثلك الكّلُ فليبكوا وينتحبوا
فأنت يا سيّدي نارٌ على علم ِ
لو ظَلْتُ في وصفك الأشعارَ أنظمها
عمراً لما استوعبت شيئاً من العظم ِ
فأنت من كان بالإيمان مُتّشحاً
وشاكر الله في الضّراءِ والنعم ِ
وأنت من كان في الأخلاق قدوتنا
بعد النبي وكنت الصدق في الكَلِم ِ
أحبّكَ اللهُ يا مولاي فانعكست
محبةُ الله عند الناس كُلّهم ِ
وكيف لا والمعالي أنت سيّدها
وأنت نبراسُ من يمشي على الظُلَم ِ
ألم تكن أنت للأرحام خيرَ أبٍ
وكنت للكّل مثل البحر في الكرم
ألم تكن مُقرياً للضيف مُنشرحاً
وبابُ دارك مفتوحاً على نَهَم ِ
ألم تكن ثائراً أرسى ورفقتُه
مبادءاً وارتقوا بالشعب من عدم ِ
ألم تكن ثائراً ضد الفساد وكم
حاربت أصحابه بالسيف والقلم ِ
ألم تكن قائداً فَذّاً وسمعتُهُ
كالمسك مانالها إلاّ ذووا الشِمم ِ
ألم تكن عالماً في الدين مطلّعاً
درست كل علوم الدين في القدم ِ
ألم تكن متعةُ الدنيا وزخرفها
قد راودتك ولكن أنت لم ترُمِ؟
ألم تكن راضياً بالعزّ في شظفٍ
وما رضيت ثراءً ذّلَ كلَّ عم ِ؟
كلُ المصائب يا مولاي هيّنةٌ
إلا مصابي سيبقى خالدَ السقم ِ
لكنّه الموتُ حَقُ الله ليس له
رادٌ وما أحدٌ منه بمُعتصم ِ
فأقبلت سكرةُ الموتِ التي كُتبتْ
على البرايا بلا ساقٍ ولا قدم ِ
وجاءك الحّقُ فاستسلمت مُحتسباً
وراضياً بقضاء الله في عَشَم ِ
فَعُدتَ لله في يومٍ يُثابُ به
أهلُ الصيامِ وأنتم خيرُ من يصُم ِ
فالحمد لله من خَصَّ الثناءَ له
عند المصائب والأسقام والنقم ِ
فلن يُضيّعنا المولى ويتركنا
فعينه ما غفت يوماً ولم تنم ِ
فطبت في جنّة الفِردوس ِ متكئاً
على الأرائك في رَوح ٍ وفي نعم ِ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
سألتني العيون
سألتني العيونُ ماذا ترومُ
ياحزيناً تملّكتهُ الهمومُ ؟
عُدتَ يا سيّدي سميرَ الليالي
في هوى أهيفٍ مليحٍ تهيم
أفيدري الذي تولــّـعتَ فيه
أنه في الفؤاد ِ صار يُقيمُ؟
دعهُ إن كانَ عن هَواكَ تلهّى
وإذا قد هواكَ سلهُ يُقيم
شِرعةَ الحّبِ طالما كان وجداً
ذا عفافٍ ودربُه مُستقيمُ
ربما أصبحَ التنائي وصالاً
واتصالاً وأمنياتٍ تدومُ
فأجبتُ العيونَ يا من شُغفتِ
وفُتنتِ بحُسنهِ كم أرومُ
أن أراهُ ونلتقى كلَ يومٍ
ويراني ويحتوينا النعيمُ
ليته قد أحبَّني وتبدّى
غارقاً في الغرامِ ذاكَ الأريمُ
وانبرى منه ما يَزيدُ اشتياقي
أو أرى منه غيرَ ما لا أرومُ
يقطعُ الشكَ باليقينِ وحسبي
أنه رغم كل شئٍ ... عظيمُ
سوف أبقى أحبّه رغم هذا
وسيبقى المدى بفكري يحومُ
يسّرَ اللهُ أمره ورعاه
وحماهُ من اللئام الكريمُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
فايق الغزلان
حاولت يافايق الغزلان
أنساك واعيش لي خالي
لكن غرامك حلف أيمان
ما يبعدك قط عن بالي
وزّيد الشوق والأشجان
فضاق من فرقتك حالي
فدلّني ياغُصين البان
كيف التقي بك وترثى لي
@@
ونعيد الايّام ذي راحت
فيها اللقا يا حبيبي طاب
والأنس قد تم وانزاحت
كل الهموم والسرور جوّاب
وابقى معك كلما لاحت
شمس الضحى أو ضياها غاب
واشّم عرفك .. وكم فاحت
من عَرفك المسك والأطياب
@@
فكّر ولوفي اللقا ( ساعه )
واتذّكر الحبّ ذي عشناه
شاتعشق الملتقى ساعه
ويشفّك الشوق حين تلقاه
ولا عتسأل كم الساعه
فالوقت عند اللقا مااحلاه
والحب الاول له الطاعه
واول حبيب مستحيل ننساه
@@
يامن رمى السهم في قلبي
وحّل في مهجتي وحده
إن كنت شاري ترفّق بي
وارحم معنّاك من سهده
وان كنت بايع فعاد ربي
باينصف العبد من عنده
والذنب ما كان يوم ذنبي
هو ذنب من سابني مدّه
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
الدرة المكنونة
إهداء إلى زوجتي الحبيبة
هي دُرّةً مكنونةً ألقاها
وهي التي في مهجتي سُكناها
ووجدتها أحلى النساء ومسكناً
آوى إليه وفرحةً أحياها
بنت الوئامَ ولم تزل في عُشــّـنا
ما كنت أنعم مطلقاً لولاها
كم ساعَدَتني في الشدائد واحتوت
همّي وآلاماً لكم عشناها
أجدُ السعادة َ والسرورَ بقربها
فإن افترقنا شاقني رؤياها
فلها بقلبي منزلٌ ومكانةٌ
فهي الصبورة ُ.. كم بها أتباهى
وهي الشريكة في الحياة وقدوة ٌ
لصغارها وعظيمة ألفاها
تدري بما أبغيه من إيماءةٍ
أو نظرةٍ أو بسمةٍ تلقاها
نِعمَ الشريكةُ والرفيقةُ من بها
أنسى الهمومَ ولم أعد أخشاها
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
زوج الثنتين
واحد تزوّج بثنتينْ
كم عذبينه وهدّينْ
وشيّبين به وجنــّـينْ
وكرّهينه حياتهْ
* * *
الأولــّـه سبعه أدّت
وبالأخير ما قد أوفتْ
ورغم هذا تمنـّـتْ
تنجب صبي فوق خواتهْ
* * *
والثانية هي من أهلهْ
خمسة عيال أنجبتْ له
وتشتي اليوم طفلة ْ
والزوج حانب بذاتهْ
* * *
معاشه اليوم مسكّينْ
يا لله يمشــّـيه يومينْ
ويواصل الشهر بالدينْ
ضاعت جميع أمنياته
* * *
وبعدما طال همّهْ
وزاد ضيقه وغمّهْ
قرّر قرارات مهمّة ْ
من أجل يسعد بناتهْ
* * *
ويحقق أحلام الأولادْ
ويقضي الدين ذي زادْ
ويوفــّـر الخبز والزادْ
من قبل تحضر وفاتهْ
* * *
قرر يبيع الجواهرْ
حق النساء بالتشاورْ
وان ما نفعهن تحاورْ
شا يعتبرهن خواتهْ
* * *
ويطرد الكل جَمعهْ
لكن إلى غير رجعة ْ
ويعيش عَزَبْ ما بوسعهْ
ويسأل الله التفاتهْ
* * *
نحوه ونحو المساكينْ
ذي هم من الفقر شاكينْ
ويرحم أطفال باكينْ
قبل السؤال والشماتة ْ
* * *
والختم أزكى الصلاة ما
بارق لــَـمَعْ أو نزل ماءْ
تغشى النبي خير الأسماءْ
والآل حاوين صفاتهْ
وائل الطشي
من ديواني الاول
كروم المشاعر
------------------------------------
-----------------------------_-
من قصائد ديواني الاول والثاني 5
الحبيبُ والصيامْ
ها قد وفى شهرُ الصيام بوعده ِ
وأتى كريماً صادقَ الإيمان ِ
أمّا الحبيبُ فقد أخّل بوعده ِ
ومضى بعيداً كاذبَ الوجدان ِ
شهرُ الصيام ِ أصومه وأطيقهُ
وثوابُ صومي رحمة ُ الرحمان ِ
شهرُ الصيام تحددتْ أيّامهُ
مقرونة ٌ بالعتق والغفران ِ
أمّا الغرامُ كأنـّـهُ يا غادتي
عمراً تخطـّـى ساعة َ الحسبان ِ
إن الصيامَ عن اللقاء مشقة ٌ
لمّا تمادتْ حالة ُ الهجران ِ
خلتُُ الغرامَ زيارةً وتعاوداً
ما خلتـّـهُ بُعداً بلا إتيان ِ
ما أصعبَ الأقدارَ حين تجرّنا
وتصدّنا عن مجلس الخلاّن ِ
لن يحكمَّّ البُعدُ الكئيبُ على الهوى
أن ينتهي ويُلـّـفُ بالأكفان ِ
فغرامنا أعيا الزمانَ بصدقه ِ
َرغمَ المرار وسلطة َ الأحزان ِ
إنّ السعادة َ لا تزورُ متيّماً
مهما تعالت صيحةُ السلوان ِ
فلترحلي .. يا ليتني قد قلتـُـها
لكنـّـها معقودةٌ بلساني
لا تحسبي مهما تطاول بُعدنا
أنـّـي سأنجو من هواك ثواني
فالحبُّ أضحى في الدواخل ِ ساكناً
ومقرّه في مقلة الإنسان ِ
لا ترحلي مهما تمزّق شملنا
مهما افتقدنا راحة الأجفان ِ
كلُ الوجود رأيتـُـهُ متجسّداً
في غادتي.. فرسومها بكياني
إن الصيام عن اللقاء حماقة ٌ
لمتيّم ٍ يحيا على الأشجان ِ
قد طال صوميَ عن لقاك فأذّني
هيّا اسمعيني.. اطربي آذاني
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
استقالةٌ مُسّببةْ
ما تركت السرور إلا لأني
قد رأيت المرار قد صار منّي
ووجدت السقامَ قد بات ثاوٍ
وربيعَ الشبابِ قد غاب عنّي
وطريقُ الحياة عمرٌ قصيرٌ
وقطارُ الزمان عاف التأني
إن نويت السرور جاءت تباعاً
نائباتُ الزمان تقضي بحزني
أو نويت المسير في أمنياتي
عاقني اليأس عن بلوغ التمني
قد رماني الأسى بسهم ٍكئيبٍ
ليته عندما رمى لم يصبني
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
اللقاء الأول
في الحيّ مرّت بالظهيرة غادة ٌ
تمشي الهُوينا كُلــّـها خُيلاءُ
هيفاءُ فائقة ُ الجمال رشيقة ٌ
كالشمس ِ أشرقَ وجهُهَا الوضّاءُ
المسكُ منها قد تضوَّع وانتشى
وتعطــّـرت من عطرها الأرجاءُ
واستأنس الحيُّ الذي خَطَرَتْ به
وتراقصتْ من حولها الأشياءُ
والشمسُ أخفت في السحائب ضوءَها
لمّا مشت في حيّنا الهيفاءُ
سَحَرَتْ عيونَ الناظرين وأشغلتْ
فكري ومنها غارت الحسناءُ
لفتت إليَّ بطرفها فأصابني
سهمٌ أحسّتْ وقعهُ الأحشاءُ
أنساني الدنيا بما رَحُبَتْ ولمْ
أحفل بشيء ٍ وانبرى الإعياءُ
لو أنها نظرت إلى متعبّدٍ
متبتــّـل ٍ لأصابه الإغواءُ
ولسبّحَ الرحمنَ في ملكوته ِ
وَلــَـهَـامَ فيها والهُيامُ عناءُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
كل مافيك سباني
كل ما فيك يا ُقمري سباني
لو جلست أوصفك يعجز لساني
من يراك يعشقك قاصي ودانيْ
مبتلد بالجمال ذي زانه الله
* * *
جسم حالي وطول ما شي مثالهْ
خصر ناحل رشيق مثل الغزالة ْ
خَطوَتَكْ كالملك رمزَ الجلالة ْ
كل من شاهدك قد سبّح الله
* * *
تشرق الشمس من طلعة ْ جبينكْ
والقمر والثرّياءْ يعشقينك
والصبايا الملاح كم يحسدينكْ
أنت ُقمري نزل من جنـّة الله
* * *
في عيونك حَوَرْ .. والطرف قتـّالْ
والرموش ساحرة ْ في كل الأحوالْ
والمباسم رُطَبْ والشعر ذي طالْ
صار كالليل ساري .. ما شاء الله
* * *
ُخشم مجرودْ ما حُسنه مع أحّدْ
والخدود الأسيلة مثلما الوردْ
صابك الله في عشقي بلا حدّْ
مثلما بك بلاني.. أسأل الله
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
حروفٌ من وَجد
الحاءُ واللامُ من أحلى أمانينا
والهاءُ والباءُ كم أبكت محبّينَ
فالهاءُ والباءُ بعد الحاءِ مؤلمةٌ
والشينُ كالنونِ في الأحشاءِ يَصلينا
فلتخمدي النونَ من قلبي ومن كبدي
باللام والقافِ كي نُنهي تأسّينا
لا تحرمي الصادَ من قافٍ ومن لامٍ
فليس للواو دخلٌ في تلاقينا
فالعينُ أن نلتقي في لهفةٍ وهوىً
والظاءُ أن يحرمونا من أمانينا
معاني حروف القصيدة
(الحاء) : الحب
(اللام) : اللقاء
(الهاء) : الهجر
(الباء) : البعد
( الشين) : الشوق
(النون): النار
(الصاد): الصب
(القاف): القرب
( الواو ): الوشاة
(العين) : العدل
(الظاء): الظلم
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
مـَــرَّ عَـقــدُ
ياحبيباً مّر عقدُ
كلّه نأيٌ وصدُّ
وانكساراتٌ وحزنٌ
وَمرارٌ لايُـحـَـدُّ
لاأنا الحزنُ جفاني
أو تجافى القلبَ وجدُ
وقطارُ العمر يمضي
وليالينا تُعدُ
@@@
فاسعد الصَـبَّ وزُرهُ
ومن البين أجرهُ
واجعل اللقياء وروداً
في طريق ٍ لم نسرهُ
وأعد صفو الليالي
ودع البين وذرهُ
فالهوى صرحٌ عظيمٌ
في فؤادي فاعتمرهُ
@@@
والذي ورّد خدّك
وأثارَ الوجدَ بَعدَكْ
إن في القلب اشتياقاً
وحنيناً لكَ وحدكْ
زادَهُ البُعدُ فأضنى
ليته قد زاد عندكْ
فاقض ما شئتَ لأني
في الهوى قد صرتُ عبدكْ
@@@
أيها الغافلُ عنّي
بعدما أحكمت سَجني
لستَ تدري ما ألاقي
من مراراتي وحزني
فإلى مالنأيُ يبقى
وعلى ماذا التجنّي؟
أطفئ النار بقلبي
أو فأطلقني ودعني
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
لن يرتقي الاعجاب
جَسَدٌ يسبح من رآه اللهَ
كم زادها حُسناً وكم حلاَّها
مثل الأريم إذا مشت وتمايلت
و(الكعب) ينقش في الطريق خُطاها
ولها عيونٌ باللحاظ أسرنني
وأثرن وجديَ دونَ أن أهواها
الحسنُ ينطقُ من وراء خِمارها
ويُجسّدُ المحجوبَ حين تراها
يا ليتها حوريةً مقصورةً
في خيمةٍ بالمسك فاح شذاها
بكراً تباهي الأخريات بحسنها
والأخرياتُ بحسنها تتباهى
وأُحبّها وحدي وتعشقني ولا
نُبقي لواشٍ هفوةً يلقاها
ونعيشُ حبّاً دافئاً ننسى به
بردَ الشتاء وفرقةً نخشاها
ونُلملمُ الأشواقَ في جنباتنا
ونصوغ ُ أجملَ لحظةٍ نحياها
نتجاهل الدنيا بما حَفِلَتْ به
من نائباتٍ.. آه ما أقساها
أو مغرياتٍ عكّرتْ صفو الهوى
فجفا القلوبَ مُغاضباً وقلاها
إلا قلوبَ الصادقين فلم يزل
فيها يعيشُ مُنعّماً يرعاها
فعساي منهم صادقاً في لوعتي
والحّبُ يسكن خافقي.. وعساها
لكنّ دربي واحدٌ وأخالُها
سَلَكَتْ دروباً مالها إلاّها
قد ألتقيها صدفةً لكنّه
لن يرتقي الإعجابُ حين أراها
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
علّة الفقر
بكــّـرْ من الصبح شا يقرح
طفران ما يمتلك بيسهْ
وزوجته بكرّتْ تشرح
ظروف بيته وتفليسهْ
* * *
قالت ُخلص حقــّـنا المصروفْ
ودبـّـة الغاز عبــّـيها
وأعمل على رجعتك معروفْ
علبه حليب لأبنك ادّيها
* * *
فقال لها بس لا تزيدي
ولاّ عد أبكي وصيح هانا
هذا الطفر ما عدوش بيدي
أمانة الله قد أعيانا
* * *
وعندها خرّجتْ خاتمْ
من يدّها وأدّته ليْدَهْ
رفض يشلــّـه وزاد شاتم
قال أقلبي العلم ما ريده
* * *
قد بعت كل الذهب حقــّـشْ
في ذمّة الفقر والإفلاسْ
حرام كم شا يقع جهدش
قد جيزنا مثل كل الناسْ
* * *
قالت جميع النساء مثلي
قد بيّعين الذهب كلــّـهْ
وكل بيت مثلنا مبلي
الفقر أصلاً قدو علــّـة ْ
* * *
فقال كنت أستلم خمسينْ
تكفي الصغير والكبير فينا
واليوم مابش معاش بل دينْ
والوضع قد صار يغثّينا
* * *
لكن عيدّي لنا الباري
ويستر الحال سبحانه
قدو بكل الظروف داري
ما يترك الخلق جوعانة ْ
* * *
وبعدها قرّبت لقمه ْ
وكوب شاهي وقالت له
قوم اصطبح واترك الغمّه ْ
ما أحّد من الخلق دامت له
* * *
قال أحمده وأشكره ربّي
ذي بش رزقني وأعطاني
ما مثلش أحّد عشق قلبي
ولا عد اعشق سواش ثاني
* * *
وأزكى الصلاة تبلغ المختارْ
شفيعنا ساعة المحشرْ
واهل الكساء آله الأطهارْ
ما قام عابد وما كبّرْ
#وائل_الطشي
من ديواني الاول
كروم المشاعر
حماقة
إذا مات الغرام على الحنايا
صريعاً لا تلومّن المنايا
ولكن لم حبيباً قد تبدّى
غريبَ الطبع مقلوبَ السجايا
حبيبٌ في الهوى يختالُ زهواً
أساءَ اليومَ في الحب النوايا
حبيبٌ إن تحادثنا قليلا ً
عن الحبّ الجميل وعن منايَ
وعن عشقي وأحلامي وشوقي
عن اللاحبّ يروي لي حكايا
يحـّدثني عن الأزياء حيناً
وحيناً عن مهارات الصبايا
وعن (نانسي) وعن (هيفاءَ وهبي)
و(روتانا) و(ميلودي) و(مايا)
أقولُ لهُ لقد أصبحت عندي
أميراً والجميعُ له رعايا
أرى في قربك الدنيا نعيماً
ويغدو الكونُ في عيني مرايا
وإن غادَرْتني تخبو ألاماني
ويأتي الحزنُ متــّـشحاً أسايَ
يقول الحزنُ كم أبكى أناساً
فكن جلداً ففي الصبر المزايا
أما شاهدت (سارة َ) كيف عانتْ
وكم عانى (حليمٌ) في (الخطايا)
أحاديثٌ تزيدُ بيَ امتعاضاً
تكسّرني .. تبعثرني شظايا
حبيبٌ لم يقم للحبّ ِ وزناً
ولم يعبئ لعشقي أو هوايَ
إذا رمتُ الوصالَ نأىَ وجافا
وإن جافيتـُهُ يشكو جفايَ
حبيبٌ قد غدى حقــّـاً غريباً
يجافيني ولا يهوى سوايَ
أغاضَ الحـّبَ حتى مات قهراً
وصرنا من حماقته ضحايا
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
رحيلُ الحب
الحّبُ في زحمة الأيام جافانا
وغاب عن مجلس العشّاق غضبانا
وودّعَ القلبَ محزوناً لفرقته
ولملم الجُرحَ مكلوماً لبلوانا
لمّا تمادت بنا الأهواءُ وانسحرت
فضائلُ النفس وازدادت خطايانا
وأوشك الشرُّ أن تأتي نوازعُهُ
على بقايا صفاء ِ الروح ِ عدوانا
واستأسدت مغريات العصر قاطبةً
لتهصُرَ الوجدَ عَمْداً في حنايانا
فأصبح الشوقُ أحلاماً مجنــّـحةً
ورافقتنا الأنا والحقدُ أعمانا
ولم يعد للهوى قدرٌ ومنزلة ٌ
وكان في القلب قبل الغزو سلطانا
فآثر الحّبُ أن يمضي ويَهجُرَنا
لمّا استهّنا بماضيه الذي كانا
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
قد كان عازب مبور له
قد كان عازب مبورد له
وكان ساكه من الشُغلة ْ
وكان محبوب بين أهلهْ
وكان عايش كما السلطانْ
* * *
وبعدها شعّب المسكينْ
وقال شا تــّـم نصّ الدّينْ
واريّح القلب من ذلحينْ
قد حان وقت الزواجة حانْ
* * *
فقال لأبوه ضاق بي حالي
ما عدت في وحدتي سالي
قد بنت عمّي على بالي
فزوّجوني ُغصين البانْ
* * *
فقال أبوه يا وليد أصبرْ
تمّ الدراسة ْ وبعدا ابشرْ
وبعدها كل شي يسبرْ
فلا تفكــّـر بهذا الآن
* * *
وقالت أمّه فزيد راعي
ما فيش لهذا العَجَلْ داعي
وأنا أعرفك دايماً واعي
فأترك وعوذب من الشيطان
* * *
فقال مادام أبي قادرْ
فزوّجوني أكون شاكرْ
بالله لا تجرحوا الخاطرْ
وتحرموا قلبي الولهانْ
* * *
أمّا الدراسة ْ عد أنهيها
بعد الزواجة ْ وأمشــّـيها
مستقبلي مرتبط فيها
لا تقلقوشي بهذا الشأن
* * *
فقال أبوه ما عليك من بأسْ
شا زوّجك فاترك الوسواسْ
ما اشتيك ياأبني تكون حسّاسْ
ولاّ عتهلك من الأحزانْ
* * *
وأتزوّج الولد بعد أسبوعْ
وصار شمله بها مجموعْ
لا هو مغصّبْ ولا مدفوعْ
وعاش شهر العسل هيمان
* * *
وبعد شهر العسل بايّام
أتبددت حقــّـه الأحلامْ
واتحوّلت كلــّـها أوهام
من حين ما أتوحّمت إيمانْ
* * *
كانت تشوفه وتتهرّبْ
وتشــّــم ريحه وتتعوذبْ
وكان مسكين يتعذبْ
حين شاهد الصدّ والنفرانْ
* * *
وبعد عام ارتزق مولودْ
وبعد عامين جاء مولودْ
وفي السنة الثالتة مولودْ
والولد في الجامعة ْ خيبانْ
* * *
لا أقدر يواصل ولا دوّرْ
على وظيفة ْ ولا اتصوّرْ
يجي عليه يوم يتحسّرْ
ويصير في عيشته ندمانْ
أعول وما كان يتوقــّـعْ
أنــّـه عيشقى ويتجعجعْ
ولا من المرّ يتجرّعْ
ويكتوي من لظى النيرانْ
* * *
أعول وعانى من العولة ْ
والنحس ملفوف من حولهْ
ولا وظيفة ْ مع الدولة ْ
قدو من الوالدين خجلانْ
وزوجته طافحة ْ منــّـه
وأمّه وأبوه وأخوته .. محنة ْ
الله يزيح الهموم عنــّـه
ويمدّه الصبر والسلوانْ
* * *
ضاقت قوي .. بس شا ُتفرَجْ
رب السماء عنده المخرجْ
ما يترك أحد ويتفرّجْ
ولا بحال العباد غفلانْ
* * *
وأزكى صلاتي على طه
خير الخلايق وأنقاها
ذي به نفاخر ونتباها
والآل خير البشر والجانْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-----------------------------
---------------------------
من قصائد ديواني الاول والثاني2
أخشى على الحب
أخشى على الحبّ ِ إن ماتتْ عواطفها
أن تستهينَ به يوماً وتــُـرديهِ
وكم أخافُ على قلبٍ حملتُ به
أسمى المشاعرَ إن زادت مآسيهِ
وكم أخافُ على شوق ٍ شعرتُ به
بين الجوانح أن ينسى محبـّـيـهِ
وكم أخافُ على ماض ٍ عشقتُ به
أحلى الصبايا إذا يُطوى بما فيهِ
إني أراها كأني لستُ أعرفها
كأنما لم يكن حبّاً ننمّيهِ
أفكارُها لم تعدْ كالأمس ِ نيّرة ً
ولم يعد من ذكاءٍ كان تبديهِ
حديثها كلــُّـهُ ما عدتُ أفهمُهُ
وكنتُ أدري بما تبدي وتخفيهِ
أحلامُها في الهوى ما عدتُ ألمسُها
حتى الدلالُ الذي كانت ترينيهِ
غرورُها قد بدا لكن أكُذّبُهُ
حديثــُـها فيه زهوٌ حين تحكيهِ
لأجلها قد تركتُ الغيدَ قاطبة ً
فهل تخلـّـى لأجلي ما أخلــّـيه ِ؟
فالحُبُّ في شرع من ذاقَ الهوى مَلِكٌ
يُطاعُ في حُكمهِ من ذا سيعصيهِ؟
وحُكمُهُ نافذ ٌ للمغرمينَ ومنْ
في الحبّ ِ يعصي الهوى لا حُكمَ يثنيهِ
وخشيتي بعد هذا أنها جَهـِـلـَتْ
ما للهوى من نفوذٍ نحنُ ندريهِ
ألم نعش قصّة ً في الحبّ ِ خالدة ً
ولا يزال بها ما سوف نرويه ِ؟
فلا تقومي بأدوار ٍملفــّـقـةٍ
فكلُ دور ٍرديءٍ لن تجيديهِ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
ماذا تبقى؟
ماذا تبقــّـى من الآلام يا قدرُ؟
وما عسانا من الأيــّـام ننتظرُ؟
فكلما خِلتها من ضيقها انفرجت
تزداد ضيقاً ولا تُبقي ولا تذرُ
ما عاد في النفس للآمال متّسعٌ
ولم يعد في دهاليز النهى وطرُ
فالحزنُ في لُجّةِ الأيّام لازمني
وزادني كربةً من فرطه ِ السهرُ
والخلّ ولــّـى وأشقاني بجفوته
ففاض صبري وحولي خيّم الضجرُ
والسقمُ قد زادني ضُرّاً وأجهدني
والعقلُ كم شوّشت أجواءَه الفِكَرُ
والصبحُ ما عاد كالصبح الذي حَفِلـَتْ
به الفراشاتُ والأطيارُ والشجرُ
والليل أستارُهُ السوداءُ قد عَبَسَتْ
كأنما خاصماهُ النجمُ والقمرُ
والعمرُ يمضي بنا في فرحةٍ وأسى
ونحن في غفلةٍ والموتُ ينتظرُ
فكم قضى قبلنا من شامخ ٍ ومضى
فغادرت بعده الأخبارُ والسِــيـَـرُ
وما الحياة ُ التي نحيا سوى قصص ٍ
مثيرةٍ في البرايا كلــّـها عِبّرُ
لكل فردٍ بها دورٌ يجسّــدُهُ
تداخلتْ عندها الأحداثُ والصورُ
قد قدَّرَ اللهُ ما فيها بقدرته
فكان أبطالها الأحياءُ والبشرُ
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
بقايا الشوق
يا بقايا الشوق في درب المعنــّـى
حسبُنا من دربه ما قد سلكنا
طال هذا الدربُ والأفراحُ ولــّـت
وتوارتْ لهفتي والقلبُ أنَّ
لم أجد في الدرب ِ من أحببتُ فاخمدْ
ما تبقــّـى من لظى نار ٍكوتـنا
حَسْـبُهُ القلبُ جراحٌ وانكسارٌ
وكفى يا شوقُ آلاماً وحُزنا
قد خَبَتْ في عتمةِ الدربِ الأماني
وتجافاني الضحى والليلُ جَنَّ
فارحم الأحداقَ يا شوقي لأنــَّـي
مُذ تولــّـى الخلُّ ما أغمضتُ جفنا
وانزع ِ الأشجانَ من صدري وذرني
انتقي دربي وأمضي مطمئنا
فالهوى لم يعطني ما كنت أبغي
من حبيبٍ حلَّ في القلب ِ وأضنى
شفــّـني عشقاً وأشواقاً ولكن
لم يشفّ الخلَّ مثلي مُذ عشقنا
فتجافاني مراراً دون ذنبٍ
ومضى عنـّـي بعيداً وافترقنا
رغم أنـّـي في الهوى أبديتُ صدقي
ووفائي كلـّـه نحو المعنـّـى
وزرعتُ الشوقَ في صدري ولوعاً
وجعلتُ القلبَ للمحبوبِ سُكنى
غير أنَّ الخلَّ لم يرع اشتياقاً
أو عهوداً في الهوى كنـّـا قطعنا
فتخلـّـى عن لقاءاتي وأذكى
في الحشا نار التنائي وتجنـّـى
وتناسى كلَ هاتيك الأماني
وليالينا اللواتي جَمَّعَتـْـنـَـا
يا بقايا الشوق ما جدواك فامضِ
علــّـني ألقى لدى السلوان رُكنا
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
عودي
عودي وجودي بالوصال وحققي
للمغرم المشتاق ما يتوّقعُ
عودي فإنـّـي قد سئمتُ من الجفا
وإلى التداني واللقاء أتطلـّـعُ
فالحبُّ دون الوصل ِ كالأرض التي
لا ماءَ فيها أو نباتاً يُزرعُ
ولقد يئستُ وضاقت الغبراءُ بي
والقلبُ أضحى في الهوى يتوّجعُ
إن كان ذنبي أنني ذقتُ الهوى
ووجدتُ نفسيَ هائماً أتوّلعُ
فالذنبُ ذنبك.أنت من أوقعتني
وأسرت قلبيَ فارتمى يتضرّعُ
وأحلته عبداً ذليلاً صاغراً
من بعد عزّ ٍ كان فيه يُمتـّـعُ
وجعلتني من بعده في لوعة ٍ
وصبابةٍ وإليك وحدك أخضعُ
وغدوتُ كالمجنون مذ تيّمتني
فالعقلُ بين المغرمين يُضيّعُ
ويعيشُ في الأحلام كلُ متيّم ٍ
ويظلُّ في أفكاره يتسكـّـعُ
للعاشقين لدى النحول ِ مكانة ٌ
وإلى السقام ِ قرابة ٌ لا ُتقطعُ
وأنا عشقتُ وحقَّ دين ِ محمّد ِ
رَغم المرارة ِ .. رَغمَ ما أتجرّعُ
عودي فلن أرضى بغير زيارة ٍ
نسمو بها وعن الأنا نترفـّـعُ
#وائل_الطشبي
من ديواني الأرول
كروم المشاعر
ما خاب ظنّي
لا تحرمينيَ من لقاك لأنني
أبديتُ صدقي في الهوى ونقائي
لا تجرحيني بالصدودِ فحسبُهُ
قلبي جراحاً فارحمي استجدائي
لولا الوفاءُ وعفـّـتي وصبابتي
لكتمتُ دوماً معظمَ الأشياء ِ
لكنّ صدقيَ في الغرام يردّني
عن كتم شيءٍ تجهلينَ إزائي
فذري الظنونَ أميرتي فلربما
قد تندمينَ لكثرة الإيحاءِ
فالحبُّ يشقى بالظنون وينتهي
ودمارُهُ في الغيرةِ العمياءِ
ودْعي التمنـّعَ والصدودَ وبادري
بالوصل ِ واطوي صفحة َ الأنواء ِ
وتذكـّري الحبَّ الكبيرَ وصدقـَـنا
ولقاءنا في أصعبِ الأجواءِ
وتذكـّـري فرحَ الوشاة لبعدنا
وشماتة َ الحُسّادِ والأعداءِ
وتذكـّـري صلواتنا ودعاءنا
ورجاءنا لله خيرَ رجاءِ
أن يحفظ الحبَّ الكبير من الأنا
ومن الغرور ِ ونزعةِ الأهواءِ
فلتعلمي يا من خُلقتِ مليكة ً
للحسن ِ أنـّي لا يضيعُ وفائي
لو خيـّرونيَ في الحسان ِ مليحة ً
لأجبتهم مالي سوى سمرائي
أنتِ الحبيبة ُ والطبيبة ُ والمنى
ولأنت دائي في الهوى ودوائي
أنتِ اكتمالُ الحسن ِ في إبداعه
أنتِ السعادة ُ كلـُها وشقائي
يبقى وفائيَ والموّدة ُ طالما
عشنا معاً في السيرة الحسناءِ
وأظلُ صبّاً والهاً ومتيماً
فاستمسكي بالعروةِ الوثقاءِ
ما ذقتُ يوماً في الغرام ِ مسرّة ً
لكنـّه من كربةٍ لعناءِ
طال التنائي .. هل لنا من زورةٍ
ننسّـلُ فيها من ُذرى الإعياء ِ؟
فالعيشُ في كنفِ الفراق ِ لعاشق ٍ
عُمراً يُقضـّـى في رؤىً سوداءِ
هيّا تعالي واقطعي حبلَ النوى
وَدَعي التمنـّعَ واحضري للقائي
لا تمنعينيَ من لقاك ِ لأنني
ما خاب ظنـّيَ أو فقدتُ رجائي
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
يا بلادي
يا بلادي لو تجافاك النماءُ
بعض حينٍ فسيأتيك الرخاءُ
يا بلادي لو قضيتُ العمر بؤساً
وشقاءً أو تحاشاني ثراءُ
وطلبت الروحَ قرباناً سأفدي
فلقد جاز التفاني والفداءُ
كم شهيدٍ قدّم الروحَ فداءاً
فلكِ الأرواحُ تهدى والدماءُ
أنت طهرٌ يا بلادي ومصلـّـى
أنت حضنٌ دافئ ٌ .. أنت النقاءُ
أنت للمشتاق خلّ ٌ وغرامٌ
أنت للملهوف بُـدّ ٌ واشتهاءُ
أنت للمظلوم عدلٌ وملاذ ٌ
أنت للمحروم بذلٌ وعطاءُ
منك يا أم تعلمنا التفاني
فيك يا أم لكم هام الوفاءُ
من هواك الساحر انسابت عطورٌ
وتهنـّى في ثراك الشهداءُ
في مداك الرحب صلــّى كلُ حُسن ٍ
وتجلــّى في شواطيك الصفاءُ
في الجبال الشمّ أدركنا شموخاً
ووجدنا الفخرَ تكسوهُ السماءُ
ورأينا الوحدة الغرّاءَ ثوباً
زانك الله به .. ِنعمَ الرداءُ
ورأينا صبحكِ الباهي تبدّى
بضياء ٍ لا يجاريه ضياءُ
كم زهت في وصفك السامي معان ٍ
كم قصيد ٍ قال فيك الشعراءُ
موطنُ الأنصار والأبطال دوماً
وبنوكِ الفاتحون َ العظماءُ
أنت من أثنى عليها الله فضلاً
وبلادٌ باركتها الأنبياءُ
قسماً بالله لن تلقي شقاءً
أو هواناً لن يزول الكبرياءُ
أو يخون َ العهدَ رعديدٌ حقيرٌ
أو يضرّ المنجزات الدخلاءُ
أو يمس الوحدة اليومَ عميلٌ
فكرُهُ ضالٌ وماضيه هباءُ
فبنوك الـُغـّـرُ نارٌ وشرارٌ
َتحرقُ الأعداء َ إن حان اللقاءُ
وأسودٌ تهصر الغازي وتفني
كلَ خوّان ٍ تجافاهُ الولاءُ
فلهم في صفحة التاريخ ذكرٌ
بدؤه فخرٌ .. وتاليه ثـنـاءُ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
فايق الغزلان
حاولت يافايق الغزلان
أنساك واعيش لي خالي
لكن غرامك حلف أيمان
ما يبعدك قط عن بالي
وزّيد الشوق والأشجان
فضاق من فرقتك حالي
فدلّني ياغُصين البان
كيف التقي بك وترثى لي
@@
ونعيد الايّام ذي راحت
فيها اللقا يا حبيبي طاب
والأنس قد تم وانزاحت
كل الهموم والسرور جوّاب
وابقى معك كلما لاحت
شمس الضحى أو ضياها غاب
واشّم عرفك .. وكم فاحت
من عَرفك المسك والأطياب
@@
فكّر ولوفي اللقا ( ساعه )
واتذّكر الحبّ ذي عشناه
شاتعشق الملتقى ساعه
ويشفّك الشوق حين تلقاه
ولا عتسأل كم الساعه
فالوقت عند اللقا مااحلاه
والحب الاول له الطاعه
واول حبيب مستحيل ننساه
@@
يامن رمى السهم في قلبي
وحّل في مهجتي وحده
إن كنت شاري ترفّق بي
وارحم معنّاك من سهده
وان كنت بايع فعاد ربي
باينصف العبد من عنده
والذنب ما كان يوم ذنبي
هو ذنب من سابني مدّه
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
أمّــي
أمّي أحبك بكرةً وأصيلا
حبّاً تخلــّـدَ في الفؤاد طويلاً
يا بعض نفسيْ بل ونفسيَ كلُّها
وببرّها صار الوجودُ جميلاً
يا من قضى الرحمنُ إحساناً بها
والمصطفى كم زادها تبجيلاً
* * * *
أمّي أحبّكِ يا ندى أيّامي
يا نور دربي الواسع المترامي
يا من تَعلمتُ السماحةَ والتقى
منها وكلََّ مبادئ الإسلام ِ
وبها افتخرت وكم سمت نفسي وكم
في كل دربٍ رََسّخت أقدامي
يا من تجافت نومها لأناما
وقضت لياليَ إن مرضتُ قياما
تخشى عليَّ من الخلائق كلّها
وتُسّرُ إن مكث السرورُ وداما
كم شاركتني في النجاح ولم تزل
وبكل خيرٍ لي دعت أعواما
* * * *
يا ربة القلبِ الكبيرِ الأرحبِ
يا دوحةً خُصّت بأعذب مشربِ
روت الجميعَ بعطفها فتملّكتْ
كل القلوب وكم أشاد بها أبي
فدمي فداها والبنون ومهجتي
وجميعُ مالي والغنى والمكسبِ
يا أمُّ أنتي نفحة ُ الرحمنِ
وضياءُ من يسعى إلى الغفرانِ
لو عشتُ عمريَ كلــّـه بَّراً ولو
صُغت القصائد فيك ماكفـّـاني
حسبي رضاك وحسب نفسي أن ترى
هذا الرضا في رحمة الرحمنِ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
وهم الحبّ
لم أخن يوماً حبيباً
أو تناسيتُ هواهُ
إنّما من هِمتُ فيهِ
هان حبّي ورماهُ
وكأنّا ما عشقنا
عُمُراً طال مداهُ
ما نعمنا بلقاء ٍ
والهوى وصلاً أراهُ
كم من الأشعار فيه
ذاب فيها من سواهُ
جامداً كالصخر صلداً
عنه قد غاب سناهُ
عندها أدركتُ أنــّـي
عشت في وهم ٍ بناهُ
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
أوهامُ عاشق
قصة ُ الحبّ ِ سرابٌ في سرابْ
وعذابٌ لا يضاهيه عذابْ
قصّة ُ الحبّ ِ خيالٌ واسعٌ
ألـّـف العاشقُ فيها كلَ بابْ
وصفَ المحبوبَ وصفاً متقنا
ثم أعطى الوصفَ فصلاً في الكتابْ
عَدَّ من يهوى ملاكاً طاهراً
وتناسى خلقهُ كان الترابْ
شبّه الوجهَ كبدر ٍ ساطع ٍ
وهلال ٍ حينما يَعلي النقابْ
قال نورُ الوجه حلاّه الجبينْ
وبياضُ الكفّ ِ حلاّه الخضابْ
مقلتاها تقتلان المستهامْ
شفتاها فيهما عذبُ الشرابْ
شَعرها كالليل منسابٌ على
جيدها الباهي وأعطاف الثيابْ
هانَ بالقدّ ِ غزالَ المنحنى
ثم قال الوردُ في الوجنة ذابْ
كتب المسكين في قصّـتِهِ
عن غرام ٍ ولقاءٍ وارتقابْ
قال كم في الملتقى عشنا الهوى
وتبادلنا من البين العتابْ
ومشينا في طريق ٍ بعضهُ
مستو ٍ والبعضُ تعلوه الهضابْ
وتهادينا على أودية ٍ
تحتها الأنهارُ تجري في انسيابْ
ومن الوادي قطفنا زهرة ً
ومن الأثمار ما لـذ َّ وطابْ
ومن الأعشاش حيّتنا الطيورْ
ومن الألحان أشجانا الربابْ
وترقبنا مع البحر الغروبْ
وجمالَ الشمس أثناء الغيابْ
ودّعتنا في سكون ٍ واختفتْ
وتوارت بعدها خلف السحابْ
ثم جاء الليلُ والبدرُ اكتفى
بوجود الخلّ ِ في الأرض فغابْ
كم غرقنا بين أحداق العيونْ
وعن العذال آثرنا الذهابْ
كم تمتـّـعنا وذبنا في الهوى
ولكم بالوجدِ طاب الاصطحابْ
غرقَ المسكينُ في أحلامهِ
ترّهاتّ كلها وهمُ شبابْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------
---------------------
بنات حواء
بنات حواء هن ثلاثة أنواعْ
النوع الأول.. عيبها التسرّاعْ
والثانية من عيبها الترفـّـاع
والثالثة أحلى البنات جمعهْ
* * *
النوع الأول طبعها غبيّة ْ
من شي وما شي تعمله قضيّة ْ
وتحطـّـم الأحلام في كذيّة ْ
وتظلم الناس كلــّـها بسرعة ْ
* * *
تشتي تمشّي قولها على الكلْ
وتصدر الأحكام في تعجّلْ
وما بتسمع من كلام تنقلْ
وطبعها من الأساس شوعة
* * *
والثانية مسكين كل رجّالْ
شا ينظلم فيها ويخسر المالْ
ويعيش في ضيقة وأسوأ الحالْ
وقد يطلــّـقها بدون رجعة ْ
* * *
لأنــّـها قد بعّدتْ قريبه ْ
وهرّبت ذي كان يلتقي به
وتخاصمه وكل ساع تسيبهْ
تحنق من المسكين كل جمعة ْ
* * *
والثالثة من طبعها عزيزة ْ
بتحبّ كل الناس بالغريزة ْ
ويحبّ فيها الناس كل ميزة ْ
وكل ما فيها جميل وروعة
* * *
متعلــّـمة.. مثقفة .. مليحة ْ
وصادقة وفي الكلام صريحة ْ
ما تفعل الشينه ولا القبيحة ْ
وما تخادع غيرها بدمعة ْ
* * *
لو شفتها وانته حزين غاضبْ
تفرّحك وتبّعد المتاعبْ
وما تعقـّـد فيك كل حاجبْ
وان كنت سالي ما تريك بدعة ْ
* * *
لو زوجها ميسور ما تبذر
وان كان فقير في عيشته تدبّر
وما تصيق من حالته وتنفر
وتعيش معه حتى بنور شمعة
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-----------------------------------
-------------------------
وداعٌ حار
فلترحلي عنـّـي بدون عَودة ْ
وامضي وغيبي واتركي الموّدة ْ
فأنت ماض ٍ كلـّـه جراحٌ
وأنتِ عشقٌ قد كرهتُ وجدهْ
وأنت وهمٌ عشتـُـهُ طويلاً
وأنتِ زَيفٌ عشتُ فيه مُدّة ْ
وأنتِ أرضٌ مُجدبٌ ثراها
وأنت حقلٌ كالهشيم ِ حَصْدَهْ
وأنتِ ذنبٌ قد وقعتُ فيهِ
أستغفرُ اللهَ العظيمَ وحدهْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
------------------------------
---------------------------------
يمانية ٌ
ستبقينَ في مهجتي حاضرة ْ
وسوف تظلـّـينَ في الذاكرة ْ
علقت بذهني وقيدتني
وأصبحت يا غادتي آسرة ْ
أراك بصحوي وعند الكرى
وفي الكأس ِ والنسمة العابرة ْ
دعوتُ إلى الله أن نلتقي
مِراراً فنفسي غدت ناظرة ْ
شفافية الحسّ ِ لاحظتـُـها
عليها وأحلامها الزاهرة ْ
رأيتُ من الحسن ِ ما شدّني
فسبّحتُ للقدرة القادرة ْ
فأنتِ إلى الحُور منسوبة ٌ
وبين الجليسات كالآمرة ْ
إذا ما تبسّمت ِ غنـّـى الورى
وراقَ من البسمة الطاهرة ْ
لكِ البدرُ في أفقهِ ينحني
كذاكِ الثرياء انحنتْ صاغرة ْ
وهذا الربيعُ انحنى ساجداً
وجرّدَ حُلــّـتـَـه الساحرة ْ
يقدّمها طاعة ً فانعمي
فأنت النقيّة ُ والطاهرة ْ
ستبقين في القلب طول المدى
لأن الدواعي غدتْ ثائرة ْ
يمانية ٌ ليس في حسنها
مثيلٌ فأوصافها نادرة ْ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
يا به شبابي هلكتهْ
بين العناءْ والسقامْ
والعمر يا به جعلتهْ
يضيع في كل عامْ
والذنب يا به حملتهْ
أخشى عليك الختامْ
والروح لاجلك بذلتهْ
وما عصيتك دوامْ
* * *
منعتني من دراسة ْ
واحرمتني من علامْ
جعلتني في تعاسة ْ
وما عرفتْ ابتسامْ
لوما عدمتْ الحماسة ْ
وأنا على ما يرامْ
ظلمتني من أساسه ْ
حرام يا به حرامْ
* * *
يا به الدراسة مهمّة ْ
فا لعلم يمحو الظلامْ
وما اقدر أحيا بظلمة ْ
فا لعلم يا به مُرامْ
والشخص يعلى بعلمه
ويرتفع في المقامْ
والشرع قد قال حُكمَهْ
فالبنت مثل الغُلامْ
* * *
لكن رفضتْ التجاوبْ
وما قبلتْ الكلامْ
وطاعتك فرض واجبْ
لكــّـن عطفك لزامْ
واليوم يا به تطالبْ
أوافقك دون كلامْ
على الزواجة ْ بشايبْ
عمره ثمانين عامْ
* * *
يا به الزواجة تفاهمْ
مش فاتحة والسلامْ
يا به الزواج وأنت عالمْ
من شرطه الانسجامْ
فكيف بالله أنادمْ
شيبة ْ كثير السقامْ؟
مثل الصبي صار واجمْ
ويقضته كالمنامْ
فاسمح لي أرفض لمرّة ْ
أمرك واخلَّ النظامْ
لو أبّ يرضى المضرّة ْ
على عياله يُلامْ
ولا الملايين تغرّه
ويبيع بنته (سهامْ)
اليوم تفرح وبكرة ْ
تبكي زواجة (حسامْ)
* * *
خير الزواج الميسّرْ
ذي بالموّدة ْ يُقامْ
وكم زواج قد تعسّرْ
وان تمّ كلــّـه خصامْ
وكم فتى شاب فكــّـرْ
من عمّه الانتقامْ
والأب ما يوم وفــّـرْ
من مهر بنته إدامْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------------
------------------------
غداً
وأخيراً سوف ألقاهُ غداً
ليت شعري هل سأحيا للغد ِ؟
أغداً لقياهُ أم أن الجفا
كُتبتْ آهاتـُـه للأبد ِ؟
فلكـَـم طال انتظاري وغداً
سوف أطوي البينَ طيـّـاً بيدي
لستُ أدري هل أنا في يقظة ٍ؟
أم هي الأحلامُ أحيَتْ موعدي؟
ياغداً هل للتلاقي موقعٌ
في زواياك لأبني معبدي؟
ياغداً كم جئتَ نحوي خاوياً
كُلُّ ما تحويه نفسَ المشهد ِ
ياغداً قد عيل صبري وانطوى
من عظيم اليأس ِ حلمي السرمدي
كلُ من يهوى له آلامُهُ
وله أفراحُهُ فليحمد ِ
وأراني عاشقاً مستعبداً
أحملُ الآلامَ منذُ المولد ِ
ياغداً جئني لعلـّـي ألتقي
من له شوقي شقى لي جَلـَـدي
فلتحقق ياغداً أمنيتي
ولتحقق ياغدي ما أجتدي
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------
----------------------------
بنات حواء
بنات حواء هن ثلاثة أنواعْ
النوع الأول.. عيبها التسرّاعْ
والثانية من عيبها الترفـّـاع
والثالثة أحلى البنات جمعهْ
* * *
النوع الأول طبعها غبيّة ْ
من شي وما شي تعمله قضيّة ْ
وتحطـّـم الأحلام في كذيّة ْ
وتظلم الناس كلــّـها بسرعة ْ
* * *
تشتي تمشّي قولها على الكلْ
وتصدر الأحكام في تعجّلْ
وما بتسمع من كلام تنقلْ
وطبعها من الأساس شوعة
* * *
والثانية مسكين كل رجّالْ
شا ينظلم فيها ويخسر المالْ
ويعيش في ضيقة وأسوأ الحالْ
وقد يطلــّـقها بدون رجعة ْ
* * *
لأنــّـها قد بعّدتْ قريبه ْ
وهرّبت ذي كان يلتقي به
وتخاصمه وكل ساع تسيبهْ
تحنق من المسكين كل جمعة ْ
* * *
والثالثة من طبعها عزيزة ْ
بتحبّ كل الناس بالغريزة ْ
ويحبّ فيها الناس كل ميزة ْ
وكل ما فيها جميل وروعة
* * *
متعلــّـمة.. مثقفة .. مليحة ْ
وصادقة وفي الكلام صريحة ْ
ما تفعل الشينه ولا القبيحة ْ
وما تخادع غيرها بدمعة ْ
* * *
لو شفتها وانته حزين غاضبْ
بتفرّحك وتبّعد المتاعبْ
وما تعقـّـد فيك كل حاجبْ
وان كنت سالي ما تريك بدعة ْ
* * *
لو زوجها ميسور ما تبذّرْ
وان كان فقير في عيشته تدبّر
وما تضيق من حالته وتنفر
وتعيش معه حتى بنور شمعة
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------------
-----------------------
محلى التلاقي
محلى التلاقي بعد طول غيبهْ
وما أحسن العاشق مع حبيبهْ
ينسى همومه حين يلتقي بهْ
ويترك الناس كلـّها وينـزاحْ
* * *
كلمه بكلمه وابتسام هايمْ
همسه بهمسه وانسجام دايمْ
والحبّ طاهر والإله عالمْ
والقلب صافي مثل نور الاصباحْ
* * *
من نظرتك وبسمتك عرفتك
ومن سلامك والكلام عشقتك
وزاد عشقي بعدما لقيتك
وبعد هذا سرت مثل من راح
* * *
وطال بُعدَكْ والسقام شرّعْ
وزاد حزني والغرام ولـّعْ
وجاء الطبيب ولا علاج ينفع
قالوا علاجك في الغرام يا صاحْ
* * *
وبعد سُقمي ما هنيت طعامي
حتى عيوني حرّمت منامي
وأصبحت محروم والنعيم أمامي
وكم تمنيت لو أموت وارتاح
* * *
أمانة الله ما لقيت عاشقْ
قد فلـّت أحبابه وعاش مفارق
والعمر يمضي والزمان مارقْ
فجأة يجينا من يبزّ الأرواحْ
* * *
قالوا علاجي في زيارتك لي
وجلستك عندي ما دمت خلـّـي
فلا تطيل بُعدك ولا توّلي
وجي نرجّع عُرسنا والأفراحْ
* * *
لو بين أصدّق ما يقوله الناسْ
لأهجر غرامك وأنزعك من الرأسْ
وأعيش سالي واترك التحسّاسْ
لكن فؤادي في هواك قد طاحْ
* * *
وأزكى صلاتي والسلام على أحمدْ
شفيعنا يوم السؤال والرّدْ
وآله الأطهار عدّ ما عدّ
وما شدى طاير بصوت صدّاحْ
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
(كروم المشاعر)
-----------------------
------------------
من قصائد ديواني الاول والثاني 4
الفصول الاربعة
وجه ٌ تبعثره الفصولُ الأربعهْ
وعلى ملامحه الكئابةُ مُشرعهْ
عَصَفَتْ به السنواتُ دون هوادةٍ
وكأنما خُلقت نوائبها معه
وهو الذي كان الربيعُ متى أتى
أعطاه أجمل حُلــّـةٍ واستودعه
فترى النظارة َ قد بدت في وجهه
وترى الورودَ بوجنيته موزّعه
وهو الذي كانت تقبــّـل خدّهُ
شمسُ الضحى مفتونةً متولــّـعهْ
فتمدّه عند الشروق بضوئها
ومع الغروب تذوب فيه مودّعه
فترى الضياءَ يَشـِعُّ ملئ جبينه
وترى العيونَ بوجهه متطلــّـعهْ
كم أقسَمَت كلُ الملاح ِ بحسنه
وبما لديه من المحاسن ِ مُجْمِعَهْ
سَحَرَ العقولَ بكل ما خُلقتْ به
من فتنةٍ.. سبحان من قد أبدعه
شاهدتــُـهُ والعينُ قد ُفتِـنـَـتْ به
والعقلُ داهمهُ الشرودُ وضيّعه
ورأيتــُـني قد صرتُ بين شباكه
مثل الفريسةِ لم تكن متوقــّـعهْ
فرمى السهامَ بلحظهِ لمّا رأى
نحوي فكانت في الفؤاد فأوقعه
فاستسلمتْ نفسي له وهي التي
عن كل راغبةٍ بها متمنّعه
واليوم غابت عنه كلُ مَلاحةٍ
وغدت تبعثره الفصول الأربعة ْ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
اللقاء الأول
في الحيّ مرّت بالظهيرة غادة ٌ
تمشي الهُوينا كُلــّـها خُيلاءُ
هيفاءُ فائقة ُ الجمال رشيقة ٌ
كالشمس ِ أشرقَ وجهُهَا الوضّاءُ
المسكُ منها قد تضوَّع وانتشى
وتعطــّـرت من عطرها الأرجاءُ
واستأنس الحيُّ الذي خَطَرَتْ به
وتراقصتْ من حولها الأشياءُ
والشمسُ أخفت في السحائب ضوءَها
لمّا مشت في حيّنا الهيفاءُ
سَحَرَتْ عيونَ الناظرين وأشغلتْ
فكري ومنها غارت الحسناءُ
لفتت إليَّ بطرفها فأصابني
سهمٌ أحسّتْ وقعهُ الأحشاءُ
أنساني الدنيا بما رَحُبَتْ ولمْ
أحفل بشيء ٍ وانبرى الإعياءُ
لو أنها نظرت إلى متعبّدٍ
متبتــّـل ٍ لأصابه الإغواءُ
ولسبّحَ الرحمنَ في ملكوته ِ
وَلــَـهَـامَ فيها والهُيامُ عناءُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
يا دارُ
ما بالها قد غابت الأطيابُ
وأريجها في حيّنا جوّابُ؟
لكم أنتشى من عَرْف من أجببته
فأثار وجدي وارتقى الإعجابُ
ما للديار وجدتـُـها محزونة ً؟
وكأنما عنها مضى الأحبابُ
غاب الضياءُ فأظلمتْ أركانها
وكأنها مهجورةٌ ويبابُ
لو كان في الدار الحبيبُ لأشرقتْ
كلُ النوافذ إن بدا والبابُ
أم ياترى ولــّـى وغادر راحلاً
عنــّـي؟ فوا ألمي إذا قد غابوا
يا دار أين أحبـّـتي؟ ما بالهُ
ولـــّـى الضياءُ وتلكمُ الأطيابُ؟
بالأمس يادارُ الحبيبَ رأيتــُـهُ
يُلقي السلامَ ودمعُهُ ينسابُ
لم أدر ما سّرَ الدموع ِ وحزنِه ِ
لكن تجلــّـى في العيون مُصابُ
فأثار حزني ثم غلــَّــقَ بعدها
كلَ النوافذِ واختفى الترحابُ
يا دار هل ولــّـى وليس براجع ٍ؟
أم قد يعودُ ولن يطولُ غيابُ؟
يا دار ردَّي ..لا تزيدي حيرتي
هيّا أجيبي ..هل لديك جوابُ؟
تالله ما كان الفؤادُ بكربة ٍ
كاليوم حتى لم تسعه رحابُ
قد زاد كربي واستثار بيَ الجوى
فقدُ الحبيبَ وما بدتْ أسبابُ
يا دار ردّي أين شدّ رحالة؟
لا تتركيني هكذا أرتابُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
اعتذار
اعتذارٌ قبلته غير أنــّـي
لا أحبُّ الركونَ للاعتذار ِ
يا حبيباً تعذّرَ القربُ منهُ
وإذا جئته يطول مساري
أيُّ ذنبٍ وقعتُ فيه لأشكو
من مرار النوى وذّل ِ انتظاري
مُدَّ حبلَ الوصال نحوي لأنّي
يا أمير الملاح فاض اصطباري
فلكم غبتَ حين أبديتُ وجدي
واشتياقي فعنك سوف أداري
لترى في الغرام ما لم تجده
ولتذقَ بالصدود من بعض ناري
فسألغي الوعودَ إن رمتَ وصلي
كي تعاني مرارة الانكسار ِ
وسأنسى الذي عهدتَ وشوقي
وسيبقى القرارُ دوماً قراري
وليسامحنيَ الغرامُ قليلاً
إن أذقتُ الحبيبَ بعضَ مراري
فدواءُ المريض ِ إن طالَ سُقماً
أن يُكوّى إن لم يكن من خيار
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
تعلمتُ التجافي
قد تعلــَّمتُ التجافي منكِ أنت ِ
واتخذتُ البينَ نهجاً حين بنت ِ
وتناسيتُ جراحاتي وحزني
وتجاهلتُ الهوى لمّا جَهِلت ِ
وانتزعتُ الشوقَ من صدري انتزاعاً
مُذ تبدّت لي نواياك ِ وخنت ِ
وأنا من عاف كلَّ الغيد ِ حبّاً
ووفاءً لك ِ أنتِ فاستهنت ِ
غَرّكِ الحّبُُ الذي أبديتُ حتى
ما تولّعت ِ ولا بالشوق عشت ِ
فلكم هانت عذاباتي وهانت
كلُّ أشواقي.. فعندي اليومَ هِنت ِ
وتيقّنت ُ بأن الحبَّ وهمٌ
عشتهُ وحدي طويلاً وخَدَعت ِ
لا رعى الله ليالي جمّعتنا
همتُ فيهن وما فيهن هِمت ِ
لا ولا جازاك ِ عنّي اللهُ خيراً
بعدما ضيّعت ِ أحلامي وخُنت ِ
قد تعلمتُ التجافي رغم أنّي
لم أخن في الحبّ ِ عهداً قد نكثت ِ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
لا تلمني
لا تلمني عن الغيابِ فحسبي
لومَ نفسي على مدى السنواتِ
لا تلمني ففيك أحببتُ عمري
فيك راقَ الهوى وطابتْ حياتي
لا تلمني ففيكَ أدركتُ ذاتي
فيك أدركتُ روعة َ الذكرياتِ
لا تلمني فلا يُلامُ أسيرٌ
عاش مثلي مقيّدَ الحركاتِ
لا تلمني فلستُ أنساك يوماً
كيف تـُـُنسى وفيك نفس صفاتي؟
لا تلمني ففي الفؤاد جراحٌ
أنهكتني وزوّدت آهاتي
أنت أقسى مُقدّرٌ في حياتي
أنت سجنٌ محصّنُ الشرفاتِ
كيف أنجو من الغرام وقلبي
صار عبداً يُذلُّ بالنظراتِ؟
كان ذنبي هو اعتراض أمير ٍ
كان يمشي بأرحب الطرقات ِ
فرمتني اللحاظ ُ في كل صوبٍ
وشكا القلبُ شدّة َ النبضات ِ
حسبي البعدُ والسقامُ وعشقي
وهمومُ الحياة والنائبات ِ
لا تلمني سألتك اللهَ يكفي
لا تكن أنت أصعبَ الأزمات ِ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
مذلة الحب
تالله إنّي كالقتيل إذا ارتمى
وهوى صريعاً بعد جرح ٍ أجثمَ
فالموتُ ينهي للقتيل جراحهُ
لكـّـنَ جرحي في الحشاشة علـّـمَ
قد رام جرحي فاتني بصدوده
وبنأيه عنـّـي وقلبيَ حطـّـمَ
فالخّلُ يسكنُ خافقي وإذا نأى
نكأ الجراحَ إلى الصميم ِ وألـّمَ
لو كان وجديَ للأحبّة مفصحاً
أو كان جرحيَ ناطقاً لتكلـّـمَ
وبكى وداديَ والجروحَ بخافقي
والى الحبيب تشاكيا كي يرحمَ
قد كنتُ حُرّاً لا قيود بمعصمي
واليوم قيدٌ صار يدمي المعصمَ
فالحبُّ يبقى للعزيز مذلة ً
ويظلُّ درساً قاسياً ومُعلـّـما
وأنا عزيزٌ بين قومي ذي العُلا
لكن ودادي ذلـّـني وتحكـّـمَ
اثنان أقسى ما لقيتُ من الهوى
نارُ التنائي.. والمحبُّ إذا ارتمى
من عاش مثلي صادقاً في حبّه
يحيا سقيماً أو يموتُ متيـّـما
يا من رمتني بالسهام لحاظـُــهُ
في ذات يوم ٍ شـــفـّـني مُذ أقدمَ
كانت سهاماً ما عرفتُ مثيلها
كلا وحتى لا مثيل لمن رمى
لا تحسبوا أنـّـي سَعدتُ من النوى
أو تحسبوني راضياً متنعّما
أو تزعموا أنـّـي برئتُ من الهوى
ومن الجراح فلم أزل بك مغرما
رفقاً بقلبٍ عاشق ٍ أسقمته
فامنح دواءً للجراح وبلسما
فالداءُ منكمْ والدواءُ لديكمُ
واللهُ يشفي من يشاءُ تكرّما
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
الشاعر والغَيرة
مضت الشهورُ ولم أزل متخوفاً
عند الكتابة من سؤال رفيقتي
إنـّـي إذا صغتُ القصيدةَ هالني
تحقيقها فيما احتوته قصيدتي
فتقولُ من تلك الفتاةُ وما بها؟
ومن المرادُ بغادتي وأميرتي؟
وتقولُ ما تعني بلفظة وردة ٍ؟
بل زهرةٍ .. بل كل ما بحديقتي؟
فأجيبها كلُ الزهور بديعة ٌ
وعبيرها الفوّاحُ يفغمُ مهجتي
ما أنت ِ إلاّ وردة ٌ في حقلها
فضّـلتها دون الورود برغبتي
لا تسأليني عن كروم مشاعري
فالشعرُ إحساسٌ يخصُّ قريحتي
فلكم عشقتُ وكم خُدعتُ وكم أتى
ولكم مضى من هاجس ٍ في فكرتي
وأنا أعيشُ مع اختلاج خواطري
وعواطفي الحَرّى.. وتلك سَجيتي
فالشاعرُ المسكينُ جُلَّ حياته
بين التأمل والشرود حبيبتي
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
رحيل الحب
الحّبُ في زحمة الأيام جافانا
وغاب عن مجلس العشّاق غضبانا
وودّعَ القلبَ محزوناً لفرقته
ولملم الجُرحَ مكلوماً لبلوانا
لمّا تمادت بنا الأهواءُ وانسحرت
فضائلُ النفس وازدادت خطايانا
وأوشك الشرُّ أن تأتي نوازعُهُ
على بقايا صفاء ِ الروح ِ عدوانا
واستأسدت مغريات العصر قاطبةً
لتهصُرَ الوجدَ عَمْداً في حنايانا
فأصبح الشوقُ أحلاماً مجنــّـحةً
ورافقتنا الأنا والحقدُ أعمانا
ولم يعد للهوى قدرٌ ومنزلة ٌ
كان في القلب قبل الغزو سلطانا
فآثر الحّبُ أن يمضي ويَهجُرَنا
لمّا استهّنا بماضيه الذي كانا
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
وداع ٌ حار
فلترحلي عنـّـي بدون عَودة ْ
وامضي وغيبي واتركي الموّدة ْ
فأنتِ ماض ٍ كلـّـهُ جراحٌ
وأنتِ عشقٌ قد كرهتُ وجدهْ
وأنت وهمٌ عشتـُـهُ طويلاً
وأنتِ زَيفٌ عشتُ فيه مُدّة ْ
وأنتِ أرضٌ مُجدبٌ ثراها
وأنت حقلٌ كالهشيم ِ حَصْدَهْ
وأنتِ ذنبٌ قد وقعتُ فيهِ
أستغفرُ اللهَ العظيمَ وحدهْ
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
سكونْ
أولُ ثمار فؤادي ابنتي البكر سكون
سكونٌ نعيمي وكلُ المنُى
ومن قبلها ما عرفتُ ألمـُـنى
سكونٌ وجودٌ شعرتُ به
فأحببته فوق حبّي أنا
سكونٌ على القلبِ رَيحانةٌ
وفي المقلتين سكونُ الرنا
سكونُ البراءةُ في ُطهرها
سكونُ ابتسامتنا كلـّـنا
تفاءلتُ من أجلها طفلتي
ولولا سكونُ الطموحُ انثنى
ولا لذَّ لي مشربٌ دونها
ولا مأكلٌ أو شكوتُ الضنى
فويلٌ لمن قد يراها ولمْ
يصلّ ِ على أحمد ٍ من دنى
إلى سدرة المنتهى مُعرجاً
وآل الرسول ِ الشفيع ِ لنا
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
من علــّـمك؟
بين أبسرك يا خلّ صرت قاسي
حتى الكلام يا فاتني قلبته
تخلف وعود وتقول .. كنت ناسي
وكيف تخلف وعد قد قطعته؟
من علمّك تجرح شعور إنسان
جنّد حياته كلها لأجلك؟
* * *
حبّك وصار من عشقتك كا لاعمى
واليوم قدوه من فرقتك عيجنن
لو كان دري ما يوم سقاك من ماء
ولا اندفع في عشقتك ولا حّن
ولا التقاك حين يبسرك بالاحضان
ولا تمنّى حين تغيب وصلك
* * *
إن قلت الومك .. ما يفيد لومي؟
وإن قلت اسيبك شايزيد عذابي
وإن قلت ازورك فالطريق ظُلمي
بالله ما اعمل؟ قد عمي صوابي
ورطت نفسي حين صرت ولهان
لا احنا افترقنا أو قطعت حبلك
* * *
إنّك مريض فالله خير شافي
وإن كان دلع فترّكه وسيبه
وإن كان جنان شاقول على العوافي
هذا سبب أفعالك الغريبه
نصيحتي لأهلك يجوا من الآن
ينقسّوا أو يفتحوا الكتاب لك
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
طال الغياب
طال الغياب لوما نقص غرامك
والشوق لك قد قلّ واحترامك
وفي العيون صغـّـرتْ من مقامك
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
تركتني من غير سبب وخلــّـيتْ
فكري يسير ويجي وكم تمنـّـيت
لو تتصل.. لكن وعدتْ ما أوفيتْ
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
زاد الغرور في الفترة الأخيره ْ
حتّى اللقاءْ وضّح أمور كثيره ْ
مع الأسف العاقبة ْ خطيره ْ
شا يصلحك رب السماء ويهديكْ
* * *
كنــّـا زمان لو غاب خلّ يومينْ
عن مُغرمه يشكي مَرارة البينْ
وحين يعود يفرح وتبكي العينْ
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
واليوم نغيب فوق السنة ولا أحّدْ
يبكي الجفا أو للحبيب يفقدْ
في ذمَّتـك قلبي الكسير تعوّدْ
شا يصلحك رب السماء ويهديك
* * *
أنت السبب.. كرّهتني حياتي
وأحرمتـنـي من كل أمنياتي
لوما نسيت في الحبّ ذكري
شا يصلحك رب السماء ويهديك
وائل محمد الطشي
من ديواني الرابع
كل ما فيك سبان
-------------------------------------
-----------------------------------
يا بلادي
يا بلادي لو تجافاك النماءُ
بعض حينٍ فسيأتيك الرخاءُ
يا بلادي لو قضيتُ العمر بؤساً
وشقاءً أو تحاشاني ثراءُ
وطلبت الروحَ قرباناً سأفدي
فلقد جاز التفاني والفداءُ
كم شهيدٍ قدّم الروحَ فداءاً
فلكِ الأرواحُ تهدى والدماءُ
أنت طهرٌ يا بلادي ومصلـّـى
أنت حضنٌ دافئ ٌ .. أنت النقاءُ
أنت للمشتاق خلّ ٌ وغرامٌ
أنت للملهوف بُـدّ ٌ واشتهاءُ
أنت للمظلوم عدلٌ وملاذ ٌ
أنت للمحروم بذلٌ وعطاءُ
منك يا أم تعلمنا التفاني
فيك يا أم لكم هام الوفاءُ
من هواك الساحر انسابت عطورٌ
وتهنـّى في ثراك الشهداءُ
في مداك الرحب صلــّى كلُ حُسن ٍ
وتجلــّى في شواطيك الصفاءُ
في الجبال الشمّ أدركنا شموخاً
ووجدنا الفخرَ تكسوهُ السماءُ
ورأينا الوحدة الغرّاءَ ثوباً
زانك الله به .. ِنعمَ الرداءُ
ورأينا صبحكِ الباهي تبدّى
بضياء ٍ لا يجاريه ضياءُ
كم زهت في وصفك السامي معان ٍ
كم قصيد ٍ قال فيك الشعراءُ
موطنُ الأنصار والأبطال دوماً
وبنوكِ الفاتحون َ العظماءُ
أنت من أثنى عليها الله فضلاً
وبلادٌ باركتها الأنبياءُ
قسماً بالله لن تلقي شقاءً
أو هواناً لن يزول الكبرياءُ
أو يخون َ العهدَ رعديدٌ حقيرٌ
أو يضرّ المنجزات الدخلاءُ
أو يمس الوحدة اليومَ عميلٌ
فكرُهُ ضالٌ وماضيه هباءُ
فبنوك الـُغـّـرُ نارٌ وشرارٌ
َتحرقُ الأعداء َ إن حان اللقاءُ
وأسودٌ تهصر الغازي وتفني
كلَ خوّان ٍ تجافاهُ الولاءُ
فلهم في صفحة التاريخ ذكرٌ
بدؤه فخرٌ .. وتاليه ثـنـاءُ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-----------------------------
-------------------------------
اللقاء الأول
في الحيّ مرّت بالظهيرة غادة ٌ
تمشي الهُوينا كُلــّـها خُيلاءُ
هيفاءُ فائقة ُ الجمال رشيقة ٌ
كالشمس ِ أشرقَ وجهُهَا الوضّاءُ
المسكُ منها قد تضوَّع وانتشى
وتعطــّـرت من عطرها الأرجاءُ
واستأنس الحيُّ الذي خَطَرَتْ به
وتراقصتْ من حولها الأشياءُ
والشمسُ أخفت في السحائب ِ ضوءَها
لمّا مشت في حيّنا الهيفاءُ
سَحَرَتْ عيونَ الناظرين وأشغلتْ
فكري ومنها غارت الحسناءُ
لفتت إليَّ بطرفها فأصابني
سهمٌ أحسّتْ وقعهُ الأحشاءُ
أنساني الدنيا بما رَحُبَتْ ولمْ
أحفل بشيء ٍ وانبرى الإعياءُ
لو أنها نظرت إلى متعبّدٍ
متبتــّـل ٍ لأصابه الإغواءُ
ولسبّحَ الرحمنَ في ملكوته ِ
وَلــَـهَـامَ فيها والهُيامُ عناءُ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
----------------------------------------
------------------------------
من قصائد ديواني الاول والثاني 6
الشاعر والغَيرة
مضت الشهورُ ولم أزل متخوفاً
عند الكتابة من سؤال رفيقتي
إنـّـي إذا صغا
تُ القصيدةَ هالني
تحقيقها فيما احتوته قصيدتي
فتقولُ من تلك الفتاةُ وما بها؟
ومن المرادُ بغادتي وأميرتي؟
وتقولُ ما تعني بلفظة وردة ٍ؟
بل زهرةٍ .. بل كل ما بحديقتي؟
فأجيبها كلُ الزهور بديعة ٌ
وعبيرها الفوّاحُ يفغمُ مهجتي
ما أنت ِ إلاّ وردة ٌ في حقلها
فضّـلتها دون الورود برغبتي
لا تسأليني عن كروم مشاعري
فالشعرُ إحساسٌ يخصُّ قريحتي
فلكم عشقتُ وكم خُدعتُ وكم أتى
ولكم مضى من هاجس ٍ في فكرتي
وأنا أعيشُ مع اختلاج خواطري
وعواطفي الحَرّى.. وتلك سَجيتي
فالشاعرُ المسكينُ جُلَّ حياته
بين التأمل والشرود حبيبتي
وائل الطشي
من ديواني الأول
وهمُ الحبّ
لم أخن يوماً حبيباً
أو تناسيتُ هواهُ
إنّما من هِمتُ فيهِ
هان حبّي ورماهُ
وكأنّا ما عشقنا
عُمُراً طال مداهُ
ما نعمنا بلقاء ٍ
والهوى وصلاً أراهُ
كم من الأشعار فيه
ذاب فيها من سواهُ
جامداً كالصخر صلداً
عنه قد غاب سناهُ
عندها أدركتُ أنــّـي
عشت في وهم ٍ بناهُ
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
أخشى على الحب
أخشى على الحبّ ِ إن ماتتْ عواطفها
أن تستهينَ به يوماً وتــُـرديهِ
وكم أخافُ على قلبٍ حملتُ به
أسمى المشاعرَ إن زادت مآسيهِ
وكم أخافُ على شوق ٍ شعرتُ به
بين الجوانح أن ينسى محبـّـيـهِ
وكم أخافُ على ماض ٍ عشقتُ به
أحلى الصبايا إذا يُطوى بما فيهِ
إني أراها كأني لستُ أعرفها
كأنما لم يكن حبّاً ننمّيهِ
أفكارُها لم تعدْ كالأمس ِ نيّرة ً
ولم يعد من ذكاءٍ كان تبديهِ
حديثها كلــُّـهُ ما عدتُ أفهمُهُ
وكنتُ أدري بما تبدي وتخفيهِ
أحلامُها في الهوى ما عدتُ ألمسُها
حتى الدلالُ الذي كانت ترينيهِ
غرورُها قد بدا لكن أكُذّبُهُ
حديثــُـها فيه زهوٌ حين تحكيهِ
لأجلها قد تركتُ الغيدَ قاطبة ً
فهل تخلـّـى لأجلي ما أخلــّـيه ِ؟
فالحُبُّ في شرع من ذاقَ الهوى مَلِكٌ
يُطاعُ في حُكمهِ من ذا سيعصيهِ؟
وحُكمُهُ نافذ ٌ للمغرمينَ ومنْ
في الحبّ ِ يعصي الهوى لا حُكمَ يثنيهِ
وخشيتي بعد هذا أنها جَهـِـلـَتْ
ما للهوى من نفوذٍ نحنُ ندريهِ
ألم نعش قصّة ً في الحبّ ِ خالدة ً
ولا يزال بها ما سوف نرويه ِ؟
فلا تقومي بأدوار ٍملفــّـقـةٍ
فكلُ دور ٍرديءٍ لن تجيديهِ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
بنات حواء
بنات حواء هن ثلاثة أنواعْ
النوع الأول.. عيبها التسرّاعْ
والثانية من عيبها الترفـّـاع
والثالثة أحلى البنات جمعهْ
* * *
النوع الأول طبعها غبيّة ْ
من شي وما شي تعمله قضيّة ْ
وتحطـّـم الأحلام في كذيّة ْ
وتظلم الناس كلــّـها بسرعة ْ
* * *
تشتي تمشّي قولها على الكلْ
وتصدر الأحكام في تعجّلْ
وما بتسمع من كلام تنقلْ
وطبعها من الأساس شوعه
* * *
والثانية مسكين كل رجّالْ
شا ينظلم فيها ويخسر المالْ
ويعيش في ضيقة وأسوأ الحالْ
وقد يطلــّـقها بدون رجعة ْ
* * *
لأنــّـها قد بعّدتْ قريبه ْ
وهرّبت ذي كان يلتقي به
وتخاصمه وكل ساع تسيبهْ
تحنق من المسكين كل جمعة ْ
* * *
والثالثة من طبعها عزيزة ْ
بتحبّ كل الناس بالغريزة ْ
ويحبّ فيها الناس كل ميزة ْ
وكل ما فيها جميل وروعة
* * *
متعلــّـمة.. مثقفة .. مليحة ْ
وصادقة وفي الكلام صريحة ْ
ما تفعل الشينه ولا القبيحة ْ
وما تخادع غيرها بدمعة ْ
* * *
لو شفتها وانته حزين غاضبْ
تفرّحك وتبّعد المتاعبْ
وما تعقـّـد فيك كل حاجبْ
وان كنت سالي ما تريك بدعة ْ
* * *
لو زوجها ميسور ما تبذر
وان كان فقير في عيشته تدبّر
وما تضيق من حالته وتنفر
وتعيش معه حتى بضوء شمعة
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
أحبها
أحبّها حين تدنو
منّي وتهفو اليَّ
أحبّها حين تحنو
وحين تقسو عليّ
أحبّها حين ترنو
وإن تجافت مليّا
***
أحبّها وأراها
في يقظتي ومنامي
أحبّها وهواها
يزيد فيّ اضطرامي
أحبّها وسواها
ما عاد شيئاً أمامي
***
أكابد الشوق دوماً
وقد تمادى التنائي
وما تمتعت يوماً
بساعة ٍ من صفاء ِ
تعبت والله صوماً
فأذّني للّقاء ِ
***
حبيبتي كيف تمضي
وترتضي بالغياب ِ؟
حبيبتي سوف تقضي
على زهور الشباب ِ
حبيبتي من سترضي
بآهتي وعذابي ؟
***
إلى متى سوف أبقى
يلوكني الانتظارُ؟
والقلب يزداد عشقا
وهدّه الانكسارُ؟
فحبنا صار يشقى
وفي يدينا القرارُ
***
فابنيِ من الوصل قصراً
يعيش فيه كلانا
ونشرب الحبّ خمراً
مزاجها ملتقانا
ونملؤ الأفقَ عطراً
وتستريح خطانا
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
--------------_------------
---------------------------
من قصائد ديواني الأول والثاني 3
عامٌ سيمضي
مرّت بقربي والرفاقُ بصحبتي
تمشي الهوينا غادتي فأشاروا
فنسيتُ نفسيَ والطريقَ ورفقتيْ
وإلى الحبيبة راق لي الإبصارُ
هاجَ الفؤادُ صبابة ً وتلهفاً
وسرى بجسمي ذلك التيارُ
رمَـقـتْ إليَّ بنظرةٍ فوددتُ لو
أن السعادةً للحزين تـُـعـارُ
وتبسّمت نحوي ابتسامة هائم ٍ
فتكشّفت من عينها أسرارُ
ولها ابتسمتُ وفي الحشاشةِ حُرقة ٌ
وعلى العيون كآبة ٌ ومَرارُ
ومضت بعيداً في الطريق فعادني
ألمُ الولوع ِ وحارت الأفكارُ
لمّا توارتْ والعيونُ تساءلتْ
كيف التنائي والحبيبُ يُزارُ؟
كيف التنائي والحبيبُ متيمٌ؟
والوصلُ أمرٌ ليس منه فرارُ
كيف التنائي والفؤادُ أميرتي
من كل شيءٍ كم عليك يَغارُ؟
لا تحسبيني رغم حزني والأسى
أنسى الموّدة َ أو يُتمُ حوارُ
فالليلُ يبكي لوعتي وصبابتي
والسهدُ أمسى كلـّـه استكبارُ
والشوقُ نارٌ في المفارق تصطلي
والحزنُ مولى من به أضرارُ
عامٌ سيمضي ثم بعد رحيله
قد لا أراها السنونُ تـُـدارُ
عامٌ سيمضي والفراقُ يجرّنا
لا تتركيني هائماً أحتارُ
عامٌ سيمضي.. هل أراك حبيبتي؟
هيّا اخبريني .. هل لديك قرارُ؟
فالوصلُ يطفي نارَ كل متيّم ٍ
وبه العواطفُُ ترتوي وتـُـثارُ
والنفسُ تهفو للوصال وترتجي
والعامُ يمضي ماله استقرارُ
هل للتلاقي مسلكٌ ووسيلة ٌ؟
أم دون وصلي حالت الأقدارُ؟
#وائل_الطشي
من ديوان الأول
كروم المشاعر
رامَ التجنّي
ما تركتُ الغرامَ إلاّ لأنـّـي
قد رأيتُ الحبيبَ رام التجنـّـي
ورأيتُ السنينَ تمضي سراعاً
وقطارَ الزمان عاف التأنـّـي
ورأيتُ الفراقَ أضحى بديلاً
عن تلاقٍ وزورةٍ أسعدتني
ورأيتُ السرورَ عنـّـي توارى
وانطوتْ لهفتي وضاع التمنـّـي
ولأنـّـي من الغرام سقيمٌ
وزهورُ الشباب تبكي لأنـّي
عاشقٌ مغرمٌ تداعتْ عليهِ
كلُ أحلامه وما عاد يبني
لا غراماً وجدتُ فيه الليالي
باسماتٍ ولا غفى منه جفني
أو حبيباً عشقتـُـهُ قد أتاني
أو صديقاً مقرّباً عند ظنـّـي
رحلة ٌ شاقة ٌ وعمرٌ قصيرٌ
حَرَماني من الحياة التغنـّـي
إن نويتُ السرورَ جاءت تباعاً
نائباتُ الزمان تقضي بحزني
أو نويتُ المسيرَ في أمنياتي
طالَ دربي وما مضى اليأسُ عنـّـي
أو نويتُ اللقاءَ بالخلّ ِ هبّتْ
مانعاتُ الوصال واستبعدتني
قد رماني الهوى بسهم ٍ كئيبٍ
ليته عندما رمى لم يصبني
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
سبحان من صوّرهْ
سبحان من صَوَّرَهْ واحْكَمْ
وفصَّل الثغر والمبسمْ
عذب الكلام حين يتكلم
وبسمته تسحر الأعيان
* * *
أنا هويته وهو داري
وبين اداري وبيداري
داريت لا تحرقه ناري
أو تشغله لوعة الأشجانْ
* * *
شاعيش هايم متيّم به
ذاك الأريم البعيد دربه
رقيق الإحساس ذي قلبه
مليء بالحب والوجدانْ
* * *
فاق الملاح كلَّهن حسنه
ما هو بشر إنما اظنَّه
أغنّ جانا من الجنَّةْ
سبحان من زيّنه سبحانْ
* * *
ليته يرّد الذي شلَّهْ
العقل والقلب والمقله
ولاّ يجيني على غفلةْ
ونعوّض الهجر والحرمان
* * *
يا ناس ما عاد بي طافه
اذكر خياله وأوصافه
وهيم فيه والولوع آفه
والخّل عن عشقتي غفلان
* * *
وعندها كيف يكون حالي؟
وكيف بمحيه من بالي؟
اشتيه يصارحني الغالي
ويقول لي الصدق مهما كان
* * *
أحسن من العيش في الأوهام
ويمضي العام بعد العام
لا احنا التقينا ولا هوه هام
فالصدق أحسن من الكتمان
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
محلا التلاقي
محلا التلاقي بعد طول غيبهْ
وما أحسن العاشق مع حبيبهْ
ينسى همومه حين يلتقي بهْ
ويترك الناس كلـّها وينـزاحْ
* * *
كلمه بكلمه وابتسام هايمْ
همسه بهمسه وانسجام دايمْ
والحبّ طاهر والإله عالمْ
والقلب صافي مثل نور الاصباحْ
* * *
من نظرتك وبسمتك عرفتك
ومن سلامك والكلام عشقتك
وزاد عشقي بعدما لقيتك
وبعد هذا سرت مثل من راح
* * *
وطال بُعدَكْ والسقام شرّعْ
وزاد حزني والغرام ولـّعْ
وجاء الطبيب ولا علاج ينفع
قالوا علاجك في الغرام يا صاحْ
* * *
وبعد سُقمي ما هنيت طعامي
حتى عيوني حرّمت منامي
وأصبحت محروم والنعيم أمامي
وكم تمنيت لو أموت وارتاح
* * *
أمانة الله ما لقيت عاشقْ
قد فلـّت أحبابه وعاش مفارق
والعمر يمضي والزمان مارقْ
فجأة يجينا ذي يبزّ الأرواحْ
* * *
قالوا علاجي في زيارتك لي
وجلستك عندي ما دمت خلـّـي
فلا تطيل بُعدك ولا توّلي
وجي نرجّع عُرسنا والأفراحْ
* * *
لو بين أصدّق ما يقوله الناسْ
لأهجر غرامك وأنزعك من الرأسْ
وأعيش سالي واترك التحسّاسْ
لكن فؤادي في هواك قد طاح
وائل محمد الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
غداً
وأخيراً سوف ألقاهُ غداً
ليت شعري هل سأحيا للغد ِ؟
أغداً لقياهُ أم أن الجفا
كُتبتْ آهاتـُـه للأبد ِ؟
فلكـَـم طال انتظاري وغداً
سوف أطوي البينَ طيـّـاً بيدي
لستُ أدري هل أنا في يقظة ٍ؟
أم هي الأحلامُ أحيَتْ موعدي؟
ياغداً هل للتلاقي موقعٌ
في زواياك لأبني معبدي؟
ياغداً كم جئتَ نحوي خاوياً
كُلُّ ما تحويه نفسَ المشهد ِ
ياغداً قد عيل صبري وانطوى
من عظيم اليأس ِ حلمي السرمدي
كلُ من يهوى له آلامُهُ
وله أفراحُهُ فليحمد ِ
وأراني عاشقاً مستعبداً
أحملُ الآلامَ منذُ المولد ِ
ياغداً جئني لعلـّـي ألتقي
من له شوقي شقى لي جَلـَـدي
فلتحقق ياغداً أمنيتي
ولتحقق ياغدي ما أجتدي
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
أواه يا والدي
هذه المرثية الشعرية كتبتها في والدي المناضل اللواء الركن/ محمد قاسم الطشي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
أوّاهُ يا والدي كم قد بكى قلمي
حُزناً علَّي وإشفاقاً من الألمِ
وقد رأى الدمع من عينّي منسكباً
وأصبحت أدمعي ممزوجةً بدمي
لمّا بكيتك يا مولاي مفتقداً
لنور وجهك بعد الموت والسأم ِ
وما بكتك عيالٌ وحدهم وأخٌ
لكن بكتك البرايا يا أبا الشيم ِ
لمثلك الكّلُ فليبكوا وينتحبوا
فأنت يا سيّدي نارٌ على علم ِ
لو ظَلْتُ في وصفك الأشعارَ أنظمها
عمراً لما استوعبت شيئاً من العظم ِ
فأنت من كان بالإيمان مُتّشحاً
وشاكر الله في الضّراءِ والنعم ِ
وأنت من كان في الأخلاق قدوتنا
بعد النبي وكنت الصدق في الكَلِم ِ
أحبّكَ اللهُ يا مولاي فانعكست
محبةُ الله عند الناس كُلّهم ِ
وكيف لا والمعالي أنت سيّدها
وأنت نبراسُ من يمشي على الظُلَم ِ
ألم تكن أنت للأرحام خيرَ أبٍ
وكنت للكّل مثل البحر في الكرم
ألم تكن مُقرياً للضيف مُنشرحاً
وبابُ دارك مفتوحاً على نَهَم ِ
ألم تكن ثائراً أرسى ورفقتُه
مبادءاً وارتقوا بالشعب من عدم ِ
ألم تكن ثائراً ضد الفساد وكم
حاربت أصحابه بالسيف والقلم ِ
ألم تكن قائداً فَذّاً وسمعتُهُ
كالمسك مانالها إلاّ ذووا الشِمم ِ
ألم تكن عالماً في الدين مطلّعاً
درست كل علوم الدين في القدم ِ
ألم تكن متعةُ الدنيا وزخرفها
قد راودتك ولكن أنت لم ترُمِ؟
ألم تكن راضياً بالعزّ في شظفٍ
وما رضيت ثراءً ذّلَ كلَّ عم ِ؟
كلُ المصائب يا مولاي هيّنةٌ
إلا مصابي سيبقى خالدَ السقم ِ
لكنّه الموتُ حَقُ الله ليس له
رادٌ وما أحدٌ منه بمُعتصم ِ
فأقبلت سكرةُ الموتِ التي كُتبتْ
على البرايا بلا ساقٍ ولا قدم ِ
وجاءك الحّقُ فاستسلمت مُحتسباً
وراضياً بقضاء الله في عَشَم ِ
فَعُدتَ لله في يومٍ يُثابُ به
أهلُ الصيامِ وأنتم خيرُ من يصُم ِ
فالحمد لله من خَصَّ الثناءَ له
عند المصائب والأسقام والنقم ِ
فلن يُضيّعنا المولى ويتركنا
فعينه ما غفت يوماً ولم تنم ِ
فطبت في جنّة الفِردوس ِ متكئاً
على الأرائك في رَوح ٍ وفي نعم ِ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
سألتني العيون
سألتني العيونُ ماذا ترومُ
ياحزيناً تملّكتهُ الهمومُ ؟
عُدتَ يا سيّدي سميرَ الليالي
في هوى أهيفٍ مليحٍ تهيم
أفيدري الذي تولــّـعتَ فيه
أنه في الفؤاد ِ صار يُقيمُ؟
دعهُ إن كانَ عن هَواكَ تلهّى
وإذا قد هواكَ سلهُ يُقيم
شِرعةَ الحّبِ طالما كان وجداً
ذا عفافٍ ودربُه مُستقيمُ
ربما أصبحَ التنائي وصالاً
واتصالاً وأمنياتٍ تدومُ
فأجبتُ العيونَ يا من شُغفتِ
وفُتنتِ بحُسنهِ كم أرومُ
أن أراهُ ونلتقى كلَ يومٍ
ويراني ويحتوينا النعيمُ
ليته قد أحبَّني وتبدّى
غارقاً في الغرامِ ذاكَ الأريمُ
وانبرى منه ما يَزيدُ اشتياقي
أو أرى منه غيرَ ما لا أرومُ
يقطعُ الشكَ باليقينِ وحسبي
أنه رغم كل شئٍ ... عظيمُ
سوف أبقى أحبّه رغم هذا
وسيبقى المدى بفكري يحومُ
يسّرَ اللهُ أمره ورعاه
وحماهُ من اللئام الكريمُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
فايق الغزلان
حاولت يافايق الغزلان
أنساك واعيش لي خالي
لكن غرامك حلف أيمان
ما يبعدك قط عن بالي
وزّيد الشوق والأشجان
فضاق من فرقتك حالي
فدلّني ياغُصين البان
كيف التقي بك وترثى لي
@@
ونعيد الايّام ذي راحت
فيها اللقا يا حبيبي طاب
والأنس قد تم وانزاحت
كل الهموم والسرور جوّاب
وابقى معك كلما لاحت
شمس الضحى أو ضياها غاب
واشّم عرفك .. وكم فاحت
من عَرفك المسك والأطياب
@@
فكّر ولوفي اللقا ( ساعه )
واتذّكر الحبّ ذي عشناه
شاتعشق الملتقى ساعه
ويشفّك الشوق حين تلقاه
ولا عتسأل كم الساعه
فالوقت عند اللقا مااحلاه
والحب الاول له الطاعه
واول حبيب مستحيل ننساه
@@
يامن رمى السهم في قلبي
وحّل في مهجتي وحده
إن كنت شاري ترفّق بي
وارحم معنّاك من سهده
وان كنت بايع فعاد ربي
باينصف العبد من عنده
والذنب ما كان يوم ذنبي
هو ذنب من سابني مدّه
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
الدرة المكنونة
إهداء إلى زوجتي الحبيبة
هي دُرّةً مكنونةً ألقاها
وهي التي في مهجتي سُكناها
ووجدتها أحلى النساء ومسكناً
آوى إليه وفرحةً أحياها
بنت الوئامَ ولم تزل في عُشــّـنا
ما كنت أنعم مطلقاً لولاها
كم ساعَدَتني في الشدائد واحتوت
همّي وآلاماً لكم عشناها
أجدُ السعادة َ والسرورَ بقربها
فإن افترقنا شاقني رؤياها
فلها بقلبي منزلٌ ومكانةٌ
فهي الصبورة ُ.. كم بها أتباهى
وهي الشريكة في الحياة وقدوة ٌ
لصغارها وعظيمة ألفاها
تدري بما أبغيه من إيماءةٍ
أو نظرةٍ أو بسمةٍ تلقاها
نِعمَ الشريكةُ والرفيقةُ من بها
أنسى الهمومَ ولم أعد أخشاها
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
زوج الثنتين
واحد تزوّج بثنتينْ
كم عذبينه وهدّينْ
وشيّبين به وجنــّـينْ
وكرّهينه حياتهْ
* * *
الأولــّـه سبعه أدّت
وبالأخير ما قد أوفتْ
ورغم هذا تمنـّـتْ
تنجب صبي فوق خواتهْ
* * *
والثانية هي من أهلهْ
خمسة عيال أنجبتْ له
وتشتي اليوم طفلة ْ
والزوج حانب بذاتهْ
* * *
معاشه اليوم مسكّينْ
يا لله يمشــّـيه يومينْ
ويواصل الشهر بالدينْ
ضاعت جميع أمنياته
* * *
وبعدما طال همّهْ
وزاد ضيقه وغمّهْ
قرّر قرارات مهمّة ْ
من أجل يسعد بناتهْ
* * *
ويحقق أحلام الأولادْ
ويقضي الدين ذي زادْ
ويوفــّـر الخبز والزادْ
من قبل تحضر وفاتهْ
* * *
قرر يبيع الجواهرْ
حق النساء بالتشاورْ
وان ما نفعهن تحاورْ
شا يعتبرهن خواتهْ
* * *
ويطرد الكل جَمعهْ
لكن إلى غير رجعة ْ
ويعيش عَزَبْ ما بوسعهْ
ويسأل الله التفاتهْ
* * *
نحوه ونحو المساكينْ
ذي هم من الفقر شاكينْ
ويرحم أطفال باكينْ
قبل السؤال والشماتة ْ
* * *
والختم أزكى الصلاة ما
بارق لــَـمَعْ أو نزل ماءْ
تغشى النبي خير الأسماءْ
والآل حاوين صفاتهْ
وائل الطشي
من ديواني الاول
كروم المشاعر
------------------------------------
-----------------------------_-
من قصائد ديواني الاول والثاني 5
الحبيبُ والصيامْ
ها قد وفى شهرُ الصيام بوعده ِ
وأتى كريماً صادقَ الإيمان ِ
أمّا الحبيبُ فقد أخّل بوعده ِ
ومضى بعيداً كاذبَ الوجدان ِ
شهرُ الصيام ِ أصومه وأطيقهُ
وثوابُ صومي رحمة ُ الرحمان ِ
شهرُ الصيام تحددتْ أيّامهُ
مقرونة ٌ بالعتق والغفران ِ
أمّا الغرامُ كأنـّـهُ يا غادتي
عمراً تخطـّـى ساعة َ الحسبان ِ
إن الصيامَ عن اللقاء مشقة ٌ
لمّا تمادتْ حالة ُ الهجران ِ
خلتُُ الغرامَ زيارةً وتعاوداً
ما خلتـّـهُ بُعداً بلا إتيان ِ
ما أصعبَ الأقدارَ حين تجرّنا
وتصدّنا عن مجلس الخلاّن ِ
لن يحكمَّّ البُعدُ الكئيبُ على الهوى
أن ينتهي ويُلـّـفُ بالأكفان ِ
فغرامنا أعيا الزمانَ بصدقه ِ
َرغمَ المرار وسلطة َ الأحزان ِ
إنّ السعادة َ لا تزورُ متيّماً
مهما تعالت صيحةُ السلوان ِ
فلترحلي .. يا ليتني قد قلتـُـها
لكنـّـها معقودةٌ بلساني
لا تحسبي مهما تطاول بُعدنا
أنـّـي سأنجو من هواك ثواني
فالحبُّ أضحى في الدواخل ِ ساكناً
ومقرّه في مقلة الإنسان ِ
لا ترحلي مهما تمزّق شملنا
مهما افتقدنا راحة الأجفان ِ
كلُ الوجود رأيتـُـهُ متجسّداً
في غادتي.. فرسومها بكياني
إن الصيام عن اللقاء حماقة ٌ
لمتيّم ٍ يحيا على الأشجان ِ
قد طال صوميَ عن لقاك فأذّني
هيّا اسمعيني.. اطربي آذاني
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
استقالةٌ مُسّببةْ
ما تركت السرور إلا لأني
قد رأيت المرار قد صار منّي
ووجدت السقامَ قد بات ثاوٍ
وربيعَ الشبابِ قد غاب عنّي
وطريقُ الحياة عمرٌ قصيرٌ
وقطارُ الزمان عاف التأني
إن نويت السرور جاءت تباعاً
نائباتُ الزمان تقضي بحزني
أو نويت المسير في أمنياتي
عاقني اليأس عن بلوغ التمني
قد رماني الأسى بسهم ٍكئيبٍ
ليته عندما رمى لم يصبني
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
اللقاء الأول
في الحيّ مرّت بالظهيرة غادة ٌ
تمشي الهُوينا كُلــّـها خُيلاءُ
هيفاءُ فائقة ُ الجمال رشيقة ٌ
كالشمس ِ أشرقَ وجهُهَا الوضّاءُ
المسكُ منها قد تضوَّع وانتشى
وتعطــّـرت من عطرها الأرجاءُ
واستأنس الحيُّ الذي خَطَرَتْ به
وتراقصتْ من حولها الأشياءُ
والشمسُ أخفت في السحائب ضوءَها
لمّا مشت في حيّنا الهيفاءُ
سَحَرَتْ عيونَ الناظرين وأشغلتْ
فكري ومنها غارت الحسناءُ
لفتت إليَّ بطرفها فأصابني
سهمٌ أحسّتْ وقعهُ الأحشاءُ
أنساني الدنيا بما رَحُبَتْ ولمْ
أحفل بشيء ٍ وانبرى الإعياءُ
لو أنها نظرت إلى متعبّدٍ
متبتــّـل ٍ لأصابه الإغواءُ
ولسبّحَ الرحمنَ في ملكوته ِ
وَلــَـهَـامَ فيها والهُيامُ عناءُ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
كل مافيك سباني
كل ما فيك يا ُقمري سباني
لو جلست أوصفك يعجز لساني
من يراك يعشقك قاصي ودانيْ
مبتلد بالجمال ذي زانه الله
* * *
جسم حالي وطول ما شي مثالهْ
خصر ناحل رشيق مثل الغزالة ْ
خَطوَتَكْ كالملك رمزَ الجلالة ْ
كل من شاهدك قد سبّح الله
* * *
تشرق الشمس من طلعة ْ جبينكْ
والقمر والثرّياءْ يعشقينك
والصبايا الملاح كم يحسدينكْ
أنت ُقمري نزل من جنـّة الله
* * *
في عيونك حَوَرْ .. والطرف قتـّالْ
والرموش ساحرة ْ في كل الأحوالْ
والمباسم رُطَبْ والشعر ذي طالْ
صار كالليل ساري .. ما شاء الله
* * *
ُخشم مجرودْ ما حُسنه مع أحّدْ
والخدود الأسيلة مثلما الوردْ
صابك الله في عشقي بلا حدّْ
مثلما بك بلاني.. أسأل الله
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
حروفٌ من وَجد
الحاءُ واللامُ من أحلى أمانينا
والهاءُ والباءُ كم أبكت محبّينَ
فالهاءُ والباءُ بعد الحاءِ مؤلمةٌ
والشينُ كالنونِ في الأحشاءِ يَصلينا
فلتخمدي النونَ من قلبي ومن كبدي
باللام والقافِ كي نُنهي تأسّينا
لا تحرمي الصادَ من قافٍ ومن لامٍ
فليس للواو دخلٌ في تلاقينا
فالعينُ أن نلتقي في لهفةٍ وهوىً
والظاءُ أن يحرمونا من أمانينا
معاني حروف القصيدة
(الحاء) : الحب
(اللام) : اللقاء
(الهاء) : الهجر
(الباء) : البعد
( الشين) : الشوق
(النون): النار
(الصاد): الصب
(القاف): القرب
( الواو ): الوشاة
(العين) : العدل
(الظاء): الظلم
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
مـَــرَّ عَـقــدُ
ياحبيباً مّر عقدُ
كلّه نأيٌ وصدُّ
وانكساراتٌ وحزنٌ
وَمرارٌ لايُـحـَـدُّ
لاأنا الحزنُ جفاني
أو تجافى القلبَ وجدُ
وقطارُ العمر يمضي
وليالينا تُعدُ
@@@
فاسعد الصَـبَّ وزُرهُ
ومن البين أجرهُ
واجعل اللقياء وروداً
في طريق ٍ لم نسرهُ
وأعد صفو الليالي
ودع البين وذرهُ
فالهوى صرحٌ عظيمٌ
في فؤادي فاعتمرهُ
@@@
والذي ورّد خدّك
وأثارَ الوجدَ بَعدَكْ
إن في القلب اشتياقاً
وحنيناً لكَ وحدكْ
زادَهُ البُعدُ فأضنى
ليته قد زاد عندكْ
فاقض ما شئتَ لأني
في الهوى قد صرتُ عبدكْ
@@@
أيها الغافلُ عنّي
بعدما أحكمت سَجني
لستَ تدري ما ألاقي
من مراراتي وحزني
فإلى مالنأيُ يبقى
وعلى ماذا التجنّي؟
أطفئ النار بقلبي
أو فأطلقني ودعني
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
لن يرتقي الاعجاب
جَسَدٌ يسبح من رآه اللهَ
كم زادها حُسناً وكم حلاَّها
مثل الأريم إذا مشت وتمايلت
و(الكعب) ينقش في الطريق خُطاها
ولها عيونٌ باللحاظ أسرنني
وأثرن وجديَ دونَ أن أهواها
الحسنُ ينطقُ من وراء خِمارها
ويُجسّدُ المحجوبَ حين تراها
يا ليتها حوريةً مقصورةً
في خيمةٍ بالمسك فاح شذاها
بكراً تباهي الأخريات بحسنها
والأخرياتُ بحسنها تتباهى
وأُحبّها وحدي وتعشقني ولا
نُبقي لواشٍ هفوةً يلقاها
ونعيشُ حبّاً دافئاً ننسى به
بردَ الشتاء وفرقةً نخشاها
ونُلملمُ الأشواقَ في جنباتنا
ونصوغ ُ أجملَ لحظةٍ نحياها
نتجاهل الدنيا بما حَفِلَتْ به
من نائباتٍ.. آه ما أقساها
أو مغرياتٍ عكّرتْ صفو الهوى
فجفا القلوبَ مُغاضباً وقلاها
إلا قلوبَ الصادقين فلم يزل
فيها يعيشُ مُنعّماً يرعاها
فعساي منهم صادقاً في لوعتي
والحّبُ يسكن خافقي.. وعساها
لكنّ دربي واحدٌ وأخالُها
سَلَكَتْ دروباً مالها إلاّها
قد ألتقيها صدفةً لكنّه
لن يرتقي الإعجابُ حين أراها
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
علّة الفقر
بكــّـرْ من الصبح شا يقرح
طفران ما يمتلك بيسهْ
وزوجته بكرّتْ تشرح
ظروف بيته وتفليسهْ
* * *
قالت ُخلص حقــّـنا المصروفْ
ودبـّـة الغاز عبــّـيها
وأعمل على رجعتك معروفْ
علبه حليب لأبنك ادّيها
* * *
فقال لها بس لا تزيدي
ولاّ عد أبكي وصيح هانا
هذا الطفر ما عدوش بيدي
أمانة الله قد أعيانا
* * *
وعندها خرّجتْ خاتمْ
من يدّها وأدّته ليْدَهْ
رفض يشلــّـه وزاد شاتم
قال أقلبي العلم ما ريده
* * *
قد بعت كل الذهب حقــّـشْ
في ذمّة الفقر والإفلاسْ
حرام كم شا يقع جهدش
قد جيزنا مثل كل الناسْ
* * *
قالت جميع النساء مثلي
قد بيّعين الذهب كلــّـهْ
وكل بيت مثلنا مبلي
الفقر أصلاً قدو علــّـة ْ
* * *
فقال كنت أستلم خمسينْ
تكفي الصغير والكبير فينا
واليوم مابش معاش بل دينْ
والوضع قد صار يغثّينا
* * *
لكن عيدّي لنا الباري
ويستر الحال سبحانه
قدو بكل الظروف داري
ما يترك الخلق جوعانة ْ
* * *
وبعدها قرّبت لقمه ْ
وكوب شاهي وقالت له
قوم اصطبح واترك الغمّه ْ
ما أحّد من الخلق دامت له
* * *
قال أحمده وأشكره ربّي
ذي بش رزقني وأعطاني
ما مثلش أحّد عشق قلبي
ولا عد اعشق سواش ثاني
* * *
وأزكى الصلاة تبلغ المختارْ
شفيعنا ساعة المحشرْ
واهل الكساء آله الأطهارْ
ما قام عابد وما كبّرْ
#وائل_الطشي
من ديواني الاول
كروم المشاعر
حماقة
إذا مات الغرام على الحنايا
صريعاً لا تلومّن المنايا
ولكن لم حبيباً قد تبدّى
غريبَ الطبع مقلوبَ السجايا
حبيبٌ في الهوى يختالُ زهواً
أساءَ اليومَ في الحب النوايا
حبيبٌ إن تحادثنا قليلا ً
عن الحبّ الجميل وعن منايَ
وعن عشقي وأحلامي وشوقي
عن اللاحبّ يروي لي حكايا
يحـّدثني عن الأزياء حيناً
وحيناً عن مهارات الصبايا
وعن (نانسي) وعن (هيفاءَ وهبي)
و(روتانا) و(ميلودي) و(مايا)
أقولُ لهُ لقد أصبحت عندي
أميراً والجميعُ له رعايا
أرى في قربك الدنيا نعيماً
ويغدو الكونُ في عيني مرايا
وإن غادَرْتني تخبو ألاماني
ويأتي الحزنُ متــّـشحاً أسايَ
يقول الحزنُ كم أبكى أناساً
فكن جلداً ففي الصبر المزايا
أما شاهدت (سارة َ) كيف عانتْ
وكم عانى (حليمٌ) في (الخطايا)
أحاديثٌ تزيدُ بيَ امتعاضاً
تكسّرني .. تبعثرني شظايا
حبيبٌ لم يقم للحبّ ِ وزناً
ولم يعبئ لعشقي أو هوايَ
إذا رمتُ الوصالَ نأىَ وجافا
وإن جافيتـُهُ يشكو جفايَ
حبيبٌ قد غدى حقــّـاً غريباً
يجافيني ولا يهوى سوايَ
أغاضَ الحـّبَ حتى مات قهراً
وصرنا من حماقته ضحايا
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
رحيلُ الحب
الحّبُ في زحمة الأيام جافانا
وغاب عن مجلس العشّاق غضبانا
وودّعَ القلبَ محزوناً لفرقته
ولملم الجُرحَ مكلوماً لبلوانا
لمّا تمادت بنا الأهواءُ وانسحرت
فضائلُ النفس وازدادت خطايانا
وأوشك الشرُّ أن تأتي نوازعُهُ
على بقايا صفاء ِ الروح ِ عدوانا
واستأسدت مغريات العصر قاطبةً
لتهصُرَ الوجدَ عَمْداً في حنايانا
فأصبح الشوقُ أحلاماً مجنــّـحةً
ورافقتنا الأنا والحقدُ أعمانا
ولم يعد للهوى قدرٌ ومنزلة ٌ
وكان في القلب قبل الغزو سلطانا
فآثر الحّبُ أن يمضي ويَهجُرَنا
لمّا استهّنا بماضيه الذي كانا
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
قد كان عازب مبور له
قد كان عازب مبورد له
وكان ساكه من الشُغلة ْ
وكان محبوب بين أهلهْ
وكان عايش كما السلطانْ
* * *
وبعدها شعّب المسكينْ
وقال شا تــّـم نصّ الدّينْ
واريّح القلب من ذلحينْ
قد حان وقت الزواجة حانْ
* * *
فقال لأبوه ضاق بي حالي
ما عدت في وحدتي سالي
قد بنت عمّي على بالي
فزوّجوني ُغصين البانْ
* * *
فقال أبوه يا وليد أصبرْ
تمّ الدراسة ْ وبعدا ابشرْ
وبعدها كل شي يسبرْ
فلا تفكــّـر بهذا الآن
* * *
وقالت أمّه فزيد راعي
ما فيش لهذا العَجَلْ داعي
وأنا أعرفك دايماً واعي
فأترك وعوذب من الشيطان
* * *
فقال مادام أبي قادرْ
فزوّجوني أكون شاكرْ
بالله لا تجرحوا الخاطرْ
وتحرموا قلبي الولهانْ
* * *
أمّا الدراسة ْ عد أنهيها
بعد الزواجة ْ وأمشــّـيها
مستقبلي مرتبط فيها
لا تقلقوشي بهذا الشأن
* * *
فقال أبوه ما عليك من بأسْ
شا زوّجك فاترك الوسواسْ
ما اشتيك ياأبني تكون حسّاسْ
ولاّ عتهلك من الأحزانْ
* * *
وأتزوّج الولد بعد أسبوعْ
وصار شمله بها مجموعْ
لا هو مغصّبْ ولا مدفوعْ
وعاش شهر العسل هيمان
* * *
وبعد شهر العسل بايّام
أتبددت حقــّـه الأحلامْ
واتحوّلت كلــّـها أوهام
من حين ما أتوحّمت إيمانْ
* * *
كانت تشوفه وتتهرّبْ
وتشــّــم ريحه وتتعوذبْ
وكان مسكين يتعذبْ
حين شاهد الصدّ والنفرانْ
* * *
وبعد عام ارتزق مولودْ
وبعد عامين جاء مولودْ
وفي السنة الثالتة مولودْ
والولد في الجامعة ْ خيبانْ
* * *
لا أقدر يواصل ولا دوّرْ
على وظيفة ْ ولا اتصوّرْ
يجي عليه يوم يتحسّرْ
ويصير في عيشته ندمانْ
أعول وما كان يتوقــّـعْ
أنــّـه عيشقى ويتجعجعْ
ولا من المرّ يتجرّعْ
ويكتوي من لظى النيرانْ
* * *
أعول وعانى من العولة ْ
والنحس ملفوف من حولهْ
ولا وظيفة ْ مع الدولة ْ
قدو من الوالدين خجلانْ
وزوجته طافحة ْ منــّـه
وأمّه وأبوه وأخوته .. محنة ْ
الله يزيح الهموم عنــّـه
ويمدّه الصبر والسلوانْ
* * *
ضاقت قوي .. بس شا ُتفرَجْ
رب السماء عنده المخرجْ
ما يترك أحد ويتفرّجْ
ولا بحال العباد غفلانْ
* * *
وأزكى صلاتي على طه
خير الخلايق وأنقاها
ذي به نفاخر ونتباها
والآل خير البشر والجانْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-----------------------------
---------------------------
من قصائد ديواني الاول والثاني2
أخشى على الحب
أخشى على الحبّ ِ إن ماتتْ عواطفها
أن تستهينَ به يوماً وتــُـرديهِ
وكم أخافُ على قلبٍ حملتُ به
أسمى المشاعرَ إن زادت مآسيهِ
وكم أخافُ على شوق ٍ شعرتُ به
بين الجوانح أن ينسى محبـّـيـهِ
وكم أخافُ على ماض ٍ عشقتُ به
أحلى الصبايا إذا يُطوى بما فيهِ
إني أراها كأني لستُ أعرفها
كأنما لم يكن حبّاً ننمّيهِ
أفكارُها لم تعدْ كالأمس ِ نيّرة ً
ولم يعد من ذكاءٍ كان تبديهِ
حديثها كلــُّـهُ ما عدتُ أفهمُهُ
وكنتُ أدري بما تبدي وتخفيهِ
أحلامُها في الهوى ما عدتُ ألمسُها
حتى الدلالُ الذي كانت ترينيهِ
غرورُها قد بدا لكن أكُذّبُهُ
حديثــُـها فيه زهوٌ حين تحكيهِ
لأجلها قد تركتُ الغيدَ قاطبة ً
فهل تخلـّـى لأجلي ما أخلــّـيه ِ؟
فالحُبُّ في شرع من ذاقَ الهوى مَلِكٌ
يُطاعُ في حُكمهِ من ذا سيعصيهِ؟
وحُكمُهُ نافذ ٌ للمغرمينَ ومنْ
في الحبّ ِ يعصي الهوى لا حُكمَ يثنيهِ
وخشيتي بعد هذا أنها جَهـِـلـَتْ
ما للهوى من نفوذٍ نحنُ ندريهِ
ألم نعش قصّة ً في الحبّ ِ خالدة ً
ولا يزال بها ما سوف نرويه ِ؟
فلا تقومي بأدوار ٍملفــّـقـةٍ
فكلُ دور ٍرديءٍ لن تجيديهِ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
ماذا تبقى؟
ماذا تبقــّـى من الآلام يا قدرُ؟
وما عسانا من الأيــّـام ننتظرُ؟
فكلما خِلتها من ضيقها انفرجت
تزداد ضيقاً ولا تُبقي ولا تذرُ
ما عاد في النفس للآمال متّسعٌ
ولم يعد في دهاليز النهى وطرُ
فالحزنُ في لُجّةِ الأيّام لازمني
وزادني كربةً من فرطه ِ السهرُ
والخلّ ولــّـى وأشقاني بجفوته
ففاض صبري وحولي خيّم الضجرُ
والسقمُ قد زادني ضُرّاً وأجهدني
والعقلُ كم شوّشت أجواءَه الفِكَرُ
والصبحُ ما عاد كالصبح الذي حَفِلـَتْ
به الفراشاتُ والأطيارُ والشجرُ
والليل أستارُهُ السوداءُ قد عَبَسَتْ
كأنما خاصماهُ النجمُ والقمرُ
والعمرُ يمضي بنا في فرحةٍ وأسى
ونحن في غفلةٍ والموتُ ينتظرُ
فكم قضى قبلنا من شامخ ٍ ومضى
فغادرت بعده الأخبارُ والسِــيـَـرُ
وما الحياة ُ التي نحيا سوى قصص ٍ
مثيرةٍ في البرايا كلــّـها عِبّرُ
لكل فردٍ بها دورٌ يجسّــدُهُ
تداخلتْ عندها الأحداثُ والصورُ
قد قدَّرَ اللهُ ما فيها بقدرته
فكان أبطالها الأحياءُ والبشرُ
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
بقايا الشوق
يا بقايا الشوق في درب المعنــّـى
حسبُنا من دربه ما قد سلكنا
طال هذا الدربُ والأفراحُ ولــّـت
وتوارتْ لهفتي والقلبُ أنَّ
لم أجد في الدرب ِ من أحببتُ فاخمدْ
ما تبقــّـى من لظى نار ٍكوتـنا
حَسْـبُهُ القلبُ جراحٌ وانكسارٌ
وكفى يا شوقُ آلاماً وحُزنا
قد خَبَتْ في عتمةِ الدربِ الأماني
وتجافاني الضحى والليلُ جَنَّ
فارحم الأحداقَ يا شوقي لأنــَّـي
مُذ تولــّـى الخلُّ ما أغمضتُ جفنا
وانزع ِ الأشجانَ من صدري وذرني
انتقي دربي وأمضي مطمئنا
فالهوى لم يعطني ما كنت أبغي
من حبيبٍ حلَّ في القلب ِ وأضنى
شفــّـني عشقاً وأشواقاً ولكن
لم يشفّ الخلَّ مثلي مُذ عشقنا
فتجافاني مراراً دون ذنبٍ
ومضى عنـّـي بعيداً وافترقنا
رغم أنـّـي في الهوى أبديتُ صدقي
ووفائي كلـّـه نحو المعنـّـى
وزرعتُ الشوقَ في صدري ولوعاً
وجعلتُ القلبَ للمحبوبِ سُكنى
غير أنَّ الخلَّ لم يرع اشتياقاً
أو عهوداً في الهوى كنـّـا قطعنا
فتخلـّـى عن لقاءاتي وأذكى
في الحشا نار التنائي وتجنـّـى
وتناسى كلَ هاتيك الأماني
وليالينا اللواتي جَمَّعَتـْـنـَـا
يا بقايا الشوق ما جدواك فامضِ
علــّـني ألقى لدى السلوان رُكنا
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
عودي
عودي وجودي بالوصال وحققي
للمغرم المشتاق ما يتوّقعُ
عودي فإنـّـي قد سئمتُ من الجفا
وإلى التداني واللقاء أتطلـّـعُ
فالحبُّ دون الوصل ِ كالأرض التي
لا ماءَ فيها أو نباتاً يُزرعُ
ولقد يئستُ وضاقت الغبراءُ بي
والقلبُ أضحى في الهوى يتوّجعُ
إن كان ذنبي أنني ذقتُ الهوى
ووجدتُ نفسيَ هائماً أتوّلعُ
فالذنبُ ذنبك.أنت من أوقعتني
وأسرت قلبيَ فارتمى يتضرّعُ
وأحلته عبداً ذليلاً صاغراً
من بعد عزّ ٍ كان فيه يُمتـّـعُ
وجعلتني من بعده في لوعة ٍ
وصبابةٍ وإليك وحدك أخضعُ
وغدوتُ كالمجنون مذ تيّمتني
فالعقلُ بين المغرمين يُضيّعُ
ويعيشُ في الأحلام كلُ متيّم ٍ
ويظلُّ في أفكاره يتسكـّـعُ
للعاشقين لدى النحول ِ مكانة ٌ
وإلى السقام ِ قرابة ٌ لا ُتقطعُ
وأنا عشقتُ وحقَّ دين ِ محمّد ِ
رَغم المرارة ِ .. رَغمَ ما أتجرّعُ
عودي فلن أرضى بغير زيارة ٍ
نسمو بها وعن الأنا نترفـّـعُ
#وائل_الطشبي
من ديواني الأرول
كروم المشاعر
ما خاب ظنّي
لا تحرمينيَ من لقاك لأنني
أبديتُ صدقي في الهوى ونقائي
لا تجرحيني بالصدودِ فحسبُهُ
قلبي جراحاً فارحمي استجدائي
لولا الوفاءُ وعفـّـتي وصبابتي
لكتمتُ دوماً معظمَ الأشياء ِ
لكنّ صدقيَ في الغرام يردّني
عن كتم شيءٍ تجهلينَ إزائي
فذري الظنونَ أميرتي فلربما
قد تندمينَ لكثرة الإيحاءِ
فالحبُّ يشقى بالظنون وينتهي
ودمارُهُ في الغيرةِ العمياءِ
ودْعي التمنـّعَ والصدودَ وبادري
بالوصل ِ واطوي صفحة َ الأنواء ِ
وتذكـّري الحبَّ الكبيرَ وصدقـَـنا
ولقاءنا في أصعبِ الأجواءِ
وتذكـّـري فرحَ الوشاة لبعدنا
وشماتة َ الحُسّادِ والأعداءِ
وتذكـّـري صلواتنا ودعاءنا
ورجاءنا لله خيرَ رجاءِ
أن يحفظ الحبَّ الكبير من الأنا
ومن الغرور ِ ونزعةِ الأهواءِ
فلتعلمي يا من خُلقتِ مليكة ً
للحسن ِ أنـّي لا يضيعُ وفائي
لو خيـّرونيَ في الحسان ِ مليحة ً
لأجبتهم مالي سوى سمرائي
أنتِ الحبيبة ُ والطبيبة ُ والمنى
ولأنت دائي في الهوى ودوائي
أنتِ اكتمالُ الحسن ِ في إبداعه
أنتِ السعادة ُ كلـُها وشقائي
يبقى وفائيَ والموّدة ُ طالما
عشنا معاً في السيرة الحسناءِ
وأظلُ صبّاً والهاً ومتيماً
فاستمسكي بالعروةِ الوثقاءِ
ما ذقتُ يوماً في الغرام ِ مسرّة ً
لكنـّه من كربةٍ لعناءِ
طال التنائي .. هل لنا من زورةٍ
ننسّـلُ فيها من ُذرى الإعياء ِ؟
فالعيشُ في كنفِ الفراق ِ لعاشق ٍ
عُمراً يُقضـّـى في رؤىً سوداءِ
هيّا تعالي واقطعي حبلَ النوى
وَدَعي التمنـّعَ واحضري للقائي
لا تمنعينيَ من لقاك ِ لأنني
ما خاب ظنـّيَ أو فقدتُ رجائي
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
يا بلادي
يا بلادي لو تجافاك النماءُ
بعض حينٍ فسيأتيك الرخاءُ
يا بلادي لو قضيتُ العمر بؤساً
وشقاءً أو تحاشاني ثراءُ
وطلبت الروحَ قرباناً سأفدي
فلقد جاز التفاني والفداءُ
كم شهيدٍ قدّم الروحَ فداءاً
فلكِ الأرواحُ تهدى والدماءُ
أنت طهرٌ يا بلادي ومصلـّـى
أنت حضنٌ دافئ ٌ .. أنت النقاءُ
أنت للمشتاق خلّ ٌ وغرامٌ
أنت للملهوف بُـدّ ٌ واشتهاءُ
أنت للمظلوم عدلٌ وملاذ ٌ
أنت للمحروم بذلٌ وعطاءُ
منك يا أم تعلمنا التفاني
فيك يا أم لكم هام الوفاءُ
من هواك الساحر انسابت عطورٌ
وتهنـّى في ثراك الشهداءُ
في مداك الرحب صلــّى كلُ حُسن ٍ
وتجلــّى في شواطيك الصفاءُ
في الجبال الشمّ أدركنا شموخاً
ووجدنا الفخرَ تكسوهُ السماءُ
ورأينا الوحدة الغرّاءَ ثوباً
زانك الله به .. ِنعمَ الرداءُ
ورأينا صبحكِ الباهي تبدّى
بضياء ٍ لا يجاريه ضياءُ
كم زهت في وصفك السامي معان ٍ
كم قصيد ٍ قال فيك الشعراءُ
موطنُ الأنصار والأبطال دوماً
وبنوكِ الفاتحون َ العظماءُ
أنت من أثنى عليها الله فضلاً
وبلادٌ باركتها الأنبياءُ
قسماً بالله لن تلقي شقاءً
أو هواناً لن يزول الكبرياءُ
أو يخون َ العهدَ رعديدٌ حقيرٌ
أو يضرّ المنجزات الدخلاءُ
أو يمس الوحدة اليومَ عميلٌ
فكرُهُ ضالٌ وماضيه هباءُ
فبنوك الـُغـّـرُ نارٌ وشرارٌ
َتحرقُ الأعداء َ إن حان اللقاءُ
وأسودٌ تهصر الغازي وتفني
كلَ خوّان ٍ تجافاهُ الولاءُ
فلهم في صفحة التاريخ ذكرٌ
بدؤه فخرٌ .. وتاليه ثـنـاءُ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
فايق الغزلان
حاولت يافايق الغزلان
أنساك واعيش لي خالي
لكن غرامك حلف أيمان
ما يبعدك قط عن بالي
وزّيد الشوق والأشجان
فضاق من فرقتك حالي
فدلّني ياغُصين البان
كيف التقي بك وترثى لي
@@
ونعيد الايّام ذي راحت
فيها اللقا يا حبيبي طاب
والأنس قد تم وانزاحت
كل الهموم والسرور جوّاب
وابقى معك كلما لاحت
شمس الضحى أو ضياها غاب
واشّم عرفك .. وكم فاحت
من عَرفك المسك والأطياب
@@
فكّر ولوفي اللقا ( ساعه )
واتذّكر الحبّ ذي عشناه
شاتعشق الملتقى ساعه
ويشفّك الشوق حين تلقاه
ولا عتسأل كم الساعه
فالوقت عند اللقا مااحلاه
والحب الاول له الطاعه
واول حبيب مستحيل ننساه
@@
يامن رمى السهم في قلبي
وحّل في مهجتي وحده
إن كنت شاري ترفّق بي
وارحم معنّاك من سهده
وان كنت بايع فعاد ربي
باينصف العبد من عنده
والذنب ما كان يوم ذنبي
هو ذنب من سابني مدّه
#وائل_الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
أمّــي
أمّي أحبك بكرةً وأصيلا
حبّاً تخلــّـدَ في الفؤاد طويلاً
يا بعض نفسيْ بل ونفسيَ كلُّها
وببرّها صار الوجودُ جميلاً
يا من قضى الرحمنُ إحساناً بها
والمصطفى كم زادها تبجيلاً
* * * *
أمّي أحبّكِ يا ندى أيّامي
يا نور دربي الواسع المترامي
يا من تَعلمتُ السماحةَ والتقى
منها وكلََّ مبادئ الإسلام ِ
وبها افتخرت وكم سمت نفسي وكم
في كل دربٍ رََسّخت أقدامي
يا من تجافت نومها لأناما
وقضت لياليَ إن مرضتُ قياما
تخشى عليَّ من الخلائق كلّها
وتُسّرُ إن مكث السرورُ وداما
كم شاركتني في النجاح ولم تزل
وبكل خيرٍ لي دعت أعواما
* * * *
يا ربة القلبِ الكبيرِ الأرحبِ
يا دوحةً خُصّت بأعذب مشربِ
روت الجميعَ بعطفها فتملّكتْ
كل القلوب وكم أشاد بها أبي
فدمي فداها والبنون ومهجتي
وجميعُ مالي والغنى والمكسبِ
يا أمُّ أنتي نفحة ُ الرحمنِ
وضياءُ من يسعى إلى الغفرانِ
لو عشتُ عمريَ كلــّـه بَّراً ولو
صُغت القصائد فيك ماكفـّـاني
حسبي رضاك وحسب نفسي أن ترى
هذا الرضا في رحمة الرحمنِ
وائل الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
وهم الحبّ
لم أخن يوماً حبيباً
أو تناسيتُ هواهُ
إنّما من هِمتُ فيهِ
هان حبّي ورماهُ
وكأنّا ما عشقنا
عُمُراً طال مداهُ
ما نعمنا بلقاء ٍ
والهوى وصلاً أراهُ
كم من الأشعار فيه
ذاب فيها من سواهُ
جامداً كالصخر صلداً
عنه قد غاب سناهُ
عندها أدركتُ أنــّـي
عشت في وهم ٍ بناهُ
وائل محمد الطشي
من ديواني الثاني
بقايا الشوق
أوهامُ عاشق
قصة ُ الحبّ ِ سرابٌ في سرابْ
وعذابٌ لا يضاهيه عذابْ
قصّة ُ الحبّ ِ خيالٌ واسعٌ
ألـّـف العاشقُ فيها كلَ بابْ
وصفَ المحبوبَ وصفاً متقنا
ثم أعطى الوصفَ فصلاً في الكتابْ
عَدَّ من يهوى ملاكاً طاهراً
وتناسى خلقهُ كان الترابْ
شبّه الوجهَ كبدر ٍ ساطع ٍ
وهلال ٍ حينما يَعلي النقابْ
قال نورُ الوجه حلاّه الجبينْ
وبياضُ الكفّ ِ حلاّه الخضابْ
مقلتاها تقتلان المستهامْ
شفتاها فيهما عذبُ الشرابْ
شَعرها كالليل منسابٌ على
جيدها الباهي وأعطاف الثيابْ
هانَ بالقدّ ِ غزالَ المنحنى
ثم قال الوردُ في الوجنة ذابْ
كتب المسكين في قصّـتِهِ
عن غرام ٍ ولقاءٍ وارتقابْ
قال كم في الملتقى عشنا الهوى
وتبادلنا من البين العتابْ
ومشينا في طريق ٍ بعضهُ
مستو ٍ والبعضُ تعلوه الهضابْ
وتهادينا على أودية ٍ
تحتها الأنهارُ تجري في انسيابْ
ومن الوادي قطفنا زهرة ً
ومن الأثمار ما لـذ َّ وطابْ
ومن الأعشاش حيّتنا الطيورْ
ومن الألحان أشجانا الربابْ
وترقبنا مع البحر الغروبْ
وجمالَ الشمس أثناء الغيابْ
ودّعتنا في سكون ٍ واختفتْ
وتوارت بعدها خلف السحابْ
ثم جاء الليلُ والبدرُ اكتفى
بوجود الخلّ ِ في الأرض فغابْ
كم غرقنا بين أحداق العيونْ
وعن العذال آثرنا الذهابْ
كم تمتـّـعنا وذبنا في الهوى
ولكم بالوجدِ طاب الاصطحابْ
غرقَ المسكينُ في أحلامهِ
ترّهاتّ كلها وهمُ شبابْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-------------------
---------------------
بنات حواء
بنات حواء هن ثلاثة أنواعْ
النوع الأول.. عيبها التسرّاعْ
والثانية من عيبها الترفـّـاع
والثالثة أحلى البنات جمعهْ
* * *
النوع الأول طبعها غبيّة ْ
من شي وما شي تعمله قضيّة ْ
وتحطـّـم الأحلام في كذيّة ْ
وتظلم الناس كلــّـها بسرعة ْ
* * *
تشتي تمشّي قولها على الكلْ
وتصدر الأحكام في تعجّلْ
وما بتسمع من كلام تنقلْ
وطبعها من الأساس شوعة
* * *
والثانية مسكين كل رجّالْ
شا ينظلم فيها ويخسر المالْ
ويعيش في ضيقة وأسوأ الحالْ
وقد يطلــّـقها بدون رجعة ْ
* * *
لأنــّـها قد بعّدتْ قريبه ْ
وهرّبت ذي كان يلتقي به
وتخاصمه وكل ساع تسيبهْ
تحنق من المسكين كل جمعة ْ
* * *
والثالثة من طبعها عزيزة ْ
بتحبّ كل الناس بالغريزة ْ
ويحبّ فيها الناس كل ميزة ْ
وكل ما فيها جميل وروعة
* * *
متعلــّـمة.. مثقفة .. مليحة ْ
وصادقة وفي الكلام صريحة ْ
ما تفعل الشينه ولا القبيحة ْ
وما تخادع غيرها بدمعة ْ
* * *
لو شفتها وانته حزين غاضبْ
تفرّحك وتبّعد المتاعبْ
وما تعقـّـد فيك كل حاجبْ
وان كنت سالي ما تريك بدعة ْ
* * *
لو زوجها ميسور ما تبذر
وان كان فقير في عيشته تدبّر
وما تصيق من حالته وتنفر
وتعيش معه حتى بنور شمعة
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
-----------------------------------
-------------------------
وداعٌ حار
فلترحلي عنـّـي بدون عَودة ْ
وامضي وغيبي واتركي الموّدة ْ
فأنت ماض ٍ كلـّـه جراحٌ
وأنتِ عشقٌ قد كرهتُ وجدهْ
وأنت وهمٌ عشتـُـهُ طويلاً
وأنتِ زَيفٌ عشتُ فيه مُدّة ْ
وأنتِ أرضٌ مُجدبٌ ثراها
وأنت حقلٌ كالهشيم ِ حَصْدَهْ
وأنتِ ذنبٌ قد وقعتُ فيهِ
أستغفرُ اللهَ العظيمَ وحدهْ
وائل الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر
------------------------------
---------------------------------
يمانية ٌ
ستبقينَ في مهجتي حاضرة ْ
وسوف تظلـّـينَ في الذاكرة ْ
علقت بذهني وقيدتني
وأصبحت يا غادتي آسرة ْ
أراك بصحوي وعند الكرى
وفي الكأس ِ والنسمة العابرة ْ
دعوتُ إلى الله أن نلتقي
مِراراً فنفسي غدت ناظرة ْ
شفافية الحسّ ِ لاحظتـُـها
عليها وأحلامها الزاهرة ْ
رأيتُ من الحسن ِ ما شدّني
فسبّحتُ للقدرة القادرة ْ
فأنتِ إلى الحُور منسوبة ٌ
وبين الجليسات كالآمرة ْ
إذا ما تبسّمت ِ غنـّـى الورى
وراقَ من البسمة الطاهرة ْ
لكِ البدرُ في أفقهِ ينحني
كذاكِ الثرياء انحنتْ صاغرة ْ
وهذا الربيعُ انحنى ساجداً
وجرّدَ حُلــّـتـَـه الساحرة ْ
يقدّمها طاعة ً فانعمي
فأنت النقيّة ُ والطاهرة ْ
ستبقين في القلب طول المدى
لأن الدواعي غدتْ ثائرة ْ
يمانية ٌ ليس في حسنها
مثيلٌ فأوصافها نادرة ْ
#وائل_الطشي
من ديواني الأول
كروم المشاعر